كيف تحول النادى الأهلى إلى «وكر للإخوان» وكيف أصبح النادى صاحب الشعبية الضخمة فى مصر والوطن العربى يشبه مقرا لمكتب الإرشاد الرياضى؟ ولماذا وقع اختيار الإخوان تحديدا على الأهلى لاختراقه وتشكيل القواعد والخلايا الإخوانية النائمة استعدادا للحظة الانقضاض على السلطة والجهر بالأخونة داخل النادى العريق.
واقعة اللاعب أحمد عبدالظاهر وتلويحه بإشارة «رابعة» عقب إحراز هدفه فى مرمى فريق أورلاندو الجنوب أفريقى ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فى النادى الذى يحوى بين جنباته أكثر من 13 رمزا إخوانيا من اللاعبين والإداريين والمسؤوليين - حسب زميلنا الناقد الرياضى عبدالناصر زيدان - فالتغلغل الإخوانى لا يقتصر فقط على اللاعبين الكبار أو المعتزلين أو أعضاء مجلس إدارة النادى بل ينتشر بين قطاعات النادى المختلفة. فى الأسبوع الماضى انتشرت صور لبعض ناشئى النادى الأهلى على مواقع التواصل الاجتماعى وهم يرفعون شعارات سياسية ويرتدون الفانلات الحمراء، وطلب حسن حمدى رئيس النادى الأهلى من هادى خشبة رئيس قطاع الكرة إعداد ملف شامل وإجراء تحقيق فورى فى الواقعة التى تكشف عدم قدرة مسؤولى الكرة السيطرة على قطاع الكرة وإبعاد اللاعبين عن إقحام النادى فى معارك سياسية تثير غضب الجماهير وغالبية الشعب المصرى. اهتمام الإخوان بالنادى الأهلى يعود إلى زمن السبعينيات ولا تتوافر معلومات تاريخية عن علاقة الجماعة بالنادى فى الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات وما إذا كانت قيادات ورموز إخوانية انضمت للأهلى - نادى الوطنية المصرية كما يقول أنصاره - أم أن هذا الاهتمام والتخطيط لم يتبد إلا فى السبعينيات ومع نشوء العلاقات القوية بين النادى وأمراء دول الخليج وبدء عودة الإخوان المطرودين فى زمن عبدالناصر إلى مصر مرة أخرى بعد التصالح مع السادات واندفاع المنتمين للجماعة للحصول على عضوية النادى والضغط لإنشاء فرع مدينة نصر التى استوطنوا فيها بعد العودة من الخليج وتحديدا من السعودية، وهو ما يفسر الأعداد الكبيرة التى تخرج للتظاهر هناك والتى حملت داخل النادى شعارات رابعة وصور اللاعب عبدالظاهر. فيما بعد زاد تركيز الإخوان على الأهلى وشعبيته الجارفة وجماهيره العاشقة له بداية من انضمام لاعبين منتمين للجماعة أو مدربين وإداريين، ثم محاولة خيرت الشاطر وابنه السيطرة على النادى وأولتراس الأهلى لأخونة أكبر ناد فى الشرق الأوسط وتوظيفه سياسيا لصالح جماعة الإخوان عبر كبار لاعبيه «الإخوان» أمثال أبوتريكة وهادى خشبة، إضافة إلى باقى القائمة التى تضم عطية حجازى مدرب ناشئين النادى، وشقيق صفوت حجازى ومحمد عامر رئيس قطاع الناشئين، وطارق سليمان مدرب حراس الفريق الأول وإيهاب على طبيب الفريق ومساعده خالد محمود واللاعبين السابقين محمد رمضان وعماد النحاس ومجدى طلبة، والحاليين أحمد عبدالظاهر وشريف عبدالفضيل، وأحمد فتحى. النادى الأهلى ليس ملكا لأفراد مهما بلغت شهرتهم وليس ملكا لجماعة أو مجلس إدارة بل هو ملك لجماهيره وقبل ذلك هو ناد فى مصر وليس فوق مصر، فمن ينقذه من الإخوان؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة