بالتأكيد علينا أن نحتفل بذكرى شهدائنا الذين سقطوا فى أحداث ثورة يناير وما بعدها من أحداث مؤسفة، لم يكشف النقاب بعد عن الجانى والمجرم الحقيقى فى قتل عدد من الشباب فى شارع محمد محمود ومجلس الوزراء وأمام مبنى ماسبيرو فى أعقاب 25 يناير.. الاحتفال بإحياء ذكرى الشهداء هو التذكير بأغلى من فى الوطن الذين ضحوا بدمائهم الزكية الطاهرة من أجل مستقبله وحريته ومن أجل أيضا القصاص لهؤلاء وليس جعل الذكرى بكائية وحائط مبكى لإعادة ذكرى تلك الأيام السوداء الذى تصادم فيها، ولأول مرة، فئات من الشعب أو من أطلق عليهم «قوى ثورية» مع قواتنا المسلحة، والهتاف السخيف المبتذل «يسقط يسقط حكم العسكر».
الذكرى تأتى فى وقت غاية فى الصعوبة، والتنظيم الدولى للإخوان يحاول استغلال الذكرى وركوب موجة «الثوار» وإشعال الفتنة مرة أخرى مع قوات الأمن لإحداث فوضى بالبلاد لا يستفيد منها أحد سوى هذا التنظيم الإرهابى الذى اغتال أبناءنا فى محمد محمود والمقطم بدم بارد، ثم يحاول العودة على حساب دمائهم الطاهرة، بالتعاون- للأسف- مع بعض الحمقى ممن يطلقون على أنفسهم رموزا للثورة وللحركات الثورية الذين انزووا قليلا وتواروا فى الظل بعد 30 يونيو ويحاولون الآن العودة إلى الأضواء من باب الاحتفال بالذكرى وإعادة الماضى الكئيب مرة أخرى كى يحكم المستقبل الذى رسمته ثورة يونيو وتتشبث به مصر وشعبها للعبور من نفق الفوضى وزمن الإخوان.
بعض من هؤلاء أعادوا نغمة «العسكر» مرة أخرى، ولكن أظن أن الأحداث تجاوزت أوهامهم فى العودة إلى المربع الأول للثورة بعد أن انطلق قطارها ويكاد يرسو فى محطته الأولى الآن بإنجاز الدستور ثم إجراء الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، وهذه كانت مطالب من خرجوا فى 30 يونيو.
لن تتحقق أوهام وأغراض الحمقى أو جماعة الإرهاب والعنف والدم، فقد تجاوزهم الشعب، ولن يصمت أحد أمام أية محاولة للوقيعة مرة أخرى بين الجيش والشرطة والشعب، بعد أن اتضحت ملامح مؤامرة الإخوان.
دماء الشهداء ليست مجالا للمتاجرة وتحويل الذكرى إلى بكائية أو «كربلائية» نلطم فيها الخدود ونشق الجيوب، إنما هى مصابيح تهدينا إلى تحقيق الأهداف النبيلة التى ضحى من أجلها هؤلاء.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة