بقولك إيه؟!.. تعال نلعب، تعال نكتب عن أشياء كثيرة فى مكان واحد، وربما نكتشف فى النهاية أن بينها خيطًا واحدًا
الأولى:
فى لحظة زمنية معينة وصف الإخوان الفريق عبدالفتاح السيسى بأنه وزير دفاع بنكهة ثورية، وفى لحظة زمنية راهنة يقول الإخوان إن السيسى عدو الثورة.. هل تجد فى ذلك دليلاً على تناقض الجماعة؟
عفوًا لا تناقض هنا، من حق أى إنسان أن يراجع مواقفه وآراءه حول الأشخاص، ولكن هل تعرف أن واحدًا من أهم الفروق بين الكائن البشرى الانتهازى واللامحترم، والكائن البشرى الطبيعى، أن الثانى يراجع مواقفه وآراءه وفقًا لحقائق ومعطيات جديدة تخدم المصلحة العامة، بينما الأول يستبدل مواقفه وآراءه حول الأشخاص كما يستبدل ملابسه الداخلية، وفقًا لمصالحه الخاصة!
إن كنت لا تعرف تلك القاعدة انظر للإخوان، ستجدهم أقدر الناس على إطلاق كذبة ما لرفع سمعة شخص معين، لأنه يخدم مصالحهم، وفى الوقت نفسه هم أبعد الناس عن الخجل «وبرقع الحياء» حينما يطلقون كذبة أخرى لتشويه سمعة الشخص نفسه لأنه ضد مصالحهم.. هل أدركت جوهر ما يوجد داخل البلاعة الإخوانية؟
الثانية:
فى لحظة زمنية معينة قال الإخوان وبفخر: لقد وقع اختيار مرسى على عبدالفتاح السيسى لوزارة الدفاع، لأنه شخص متدين، ويحفظ القرآن، وحريص على أداء الصلاة، وبالتالى فهو أهل بالثقة والأمانة، وفى لحظة زمنية تالية قال الإخوان: عبدالفتاح السيسى خائن وفاسد وعدو للإسلام وكاره للمشروع الإسلامى وشريعة الرحمن.. أين ذهبت المقومات الإخوانية للحكم على البشر؟ أين ذهبت المعايير الإخوانية «الصلاة – حفظ القرآن – التدين» التى تحدد مستوى البشر؟
اختفت وتلاشت.. لأن الإخوان يستحضرون الأخلاق والقرآن لخدمة جماعتهم حسب الحاجة، كما تستدعى أنت زوجة البواب لتنظيف فوضى المطبخ.
حسنًا.. الإخوان لم ولن يعترفوا بأن معاييرهم لاختيار السيسى على أساس دينى خاطئة ومغلوطة، لأنهم ببساطة لا يملكون شيئًا لإغراء الناس باختيارهم وتصديقهم سوى نفس المعايير التى اختاروا على أساسها وزير الدفاع.
هل تريد ملخص المعادلة إذن؟!
بما أن الإخوان اختاروا السيسى لأنه يصلى ومتدين ويحفظ القرآن، ثم اعترفوا بأنفسهم أن السيسى فاسد وخائن ويكره الإسلام، إذن لا يجب على الإخوان الذين قالوا للناس اختارونا لأننا أهل دين وصلاة وقرآن أن يغضبوا إذا قال لهم الناس أنتم خونة وتشوهون صورة الإسلام.
الثالثة:
الارتجال يأخذ صاحبه إلى حيث توجد أرض الـ60 داهية.. مرسى ارتجل فى خطاباته حتى أصابه مس من جنون الرئاسة، واكتشف أنه أفشل من أحمد جعفر لاعب الزمالك حينما ينفرد بالمرمى.
التكرار يعلم الشطار.. هكذا يقولون، ولكن لا أحد ينتمى لفئة الشطار فى مصر، وتحديدا الببلاوى رئيس الوزراء الذى قرر أن يرتجل لمواجهة غضب شباب المتظاهرين قبل ذكرى محمد محمود، فهاتف مهندسًا بالحى لإنشاء نصب تذكارى للشهداء وسط ميدان التحرير. ولأن خيال الببلاوى العجوز صوّر له أن إنشاء نصب تذكارى لشهداء الثورة لا يختلف كثيرًا عن افتتاح محطة صرف صحى، جاء شكل النصب التذكارى قبيحًا، وزادته قبحًا لوحة الافتتاح التى خيلت للبعض أن رئيس الوزراء كان يفتتح محل كشرى.
سيادة رئيس الوزراء فقير الخيال والموهبة، لدرجة أنه لم يفكر للحظة فى شغل شباب الثورة والناس فى الشوارع بطرح تصميم النصب التذكارى فى مسابقة جماهيرية، مرة لإرضاء الشباب وإزالة الهاجس المتمكن منهم بخصوص عدم اهتمام الدولة بالشهداء، ومرة لإشعارهم بأنهم جزء مما يحدث بالمشاركة.
هيبة الببلاوى كرجل قبل أن يكون رئيس الوزراء انهارت مع كل طوبة انهارت من نصبه التذكارى.. وخيال العواجيز لن يأخذ مصر أبعد من فكرة حجر الأساس الذى تقوم له مبان، والمارشات العسكرية التى لا يتبعها انتصار.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة