«بص العصفورة».. بصيت يا مواطن؟!
طبعا «بصيت» ولم تجد لا عصفورة ولا ما كان فى جيبك من أحلام وآمال، ولا ما كنت تطالب وتنادى به قبل أن يضحكوا عليك بلعبة «بص العصفورة»..
لحظة واحدة ؟!!
لقد تكلمنا عن العصفورة بالأمس وشرحنا الكثير من أبعاد تلك الخدعة التى استخدمها مبارك ويستخدمها الإخوان والمجلس العسكرى للضحك على المواطن المصرى لتمرير قوانينهم وخططهم للاستحواذ على السلطة.. (راجع مقال 20 نوفمبر بعنوان «شوف عصفورة السيسى»).
هل تسمح لى بنقل الحديث عن العصفورة وخطرها على مستقبل مصر إلى مرحلة علمية ومنهجية؟!
تسمح أو لا تسمح، نحن مضطرون إلى فعل ذلك حتى ننجو من الأفخاخ التى تنصبها لنا السلطة بشقيها المدنى والعسكرى، ومن طريق الـ60 داهية الذى يريد الإخوان أن يأخذونا إليه انتقاما لفشلهم وإزاحتهم من السلطة.
نحن نقترب بشدة من مرحلة المنحنيات الصعبة، الاستفتاء على الدستور، ثم الانتخابات البرلمانية، ثم الانتخابات الرئاسية، فلا تسمح لهم بأن يستغفلوك لتمرير أغراضهم عبر لعبة «بص العصفورة» الشهيرة، من تلك اللحظة وحتى تضمن نجاحا ولو أوليا للثورة المصرية اجعل شعارك مع السياسيين بكل أشكالهم فى السلطة أو فى المعارضة عبارة واحدة تقول: «كلمنى فى الأصل، متكلمنيش فى الفروع».
بمعنى؟!
لا تسمح لأحد بأن يحدثك عن عيوب دستور الإخوان والمحسنات التى تم إدخالها فى الدستور الجديد، تكلم وناقش مواد الدستور الحالية فقط، ولا تسمح لأحد بأن يحدثك عن بلاوى نواب الإخوان ومهازل برلمان الكتاتنى، فقط لا تهتم سوى بالمرشحين الجدد ومعايير اختيارهم، ولا تسمح لأحد بأن يشغلك بمقارنات أى مرشح رئاسى قادم مع محمد مرسى، فقط قم بتقييم مرشحك للرئاسة وفقا للمعايير التى تريدها أنت لا تلك التى يضعونها هم.
هل تريد شكلا منهجيا يرسم لك صورة عامة لما تتعرض له أنت من محاولات خداع وسيطرة وتزييف؟، تعالى..
المفكر الكبير نعوم تشومسكى وضع نظرية هامة تحت عنوان استراتيجيات التحكم فى الشعوب، تعالى نقرأ خطواتها وأنواعها حتى لا تقع فريسة الإلهاء الإخوانى أو النخبوى أو الأمنى.
(1) استراتيجية الإلهاء: تتمثل فى تحويل انتباه الرّأى العام عن المشاكل الهامة والتغييرات التى تقرّرها النخب السياسية والاقتصادية، ويتم ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة، اجعل الشعب منشغلا، دون أن يكون له أى وقت للتفكير (تجسد ذلك معركة باسم يوسف - إشارة رابعة - ماذا أكل مرسى وماذا شرب - هل والدة السيسى يهودية - أين تكمن الحتة المرنة فى جسد صافيناز.. وهكذا)
(2) ابتكر المشاكل.. ثم قدّم الحلول: فى الأول نبتكر مشكلة أو «موقفا» متوقــعا لنثير ردّة فعل معينة من قبل الشعب، وحتى يطالب هذا الأخير بالإجراءات التى نريده أن يقبل بها.. (تجسد ذلك فى أحداث فتح ميدان التحرير للتظاهر فى ذكرى محمد محمود - اترك النصب التذكارى دون حماية - تلكأ فى مطاردة الإرهابيين.. وهكذا).
(3) استراتيجية المؤجّــل: وهى طريقة أخرى يتم الالتجاء إليها من أجل إكساب القرارات المكروهة القبول وحتى يتمّ تقديمها كدواء «مؤلم ولكنّه ضرورى»، ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب فى الحاضر على تطبيق شيء ما فى المستقبل، قبول تضحية مستقبلية يكون دائما أسهل من قبول تضحية حينية، «يتجسد ذلك فى حدوتة قانون التظاهر ومكافحة الإرهاب- الرئيس العسكرى.. وهكذا».
(4) استثارة العاطفة بدل الفكر: استثارة العاطفة (هى تقنية كلاسيكية تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقى، وبالتالى الحسّ النقدى للأشخاص.. (يتجسد ذلك فيما يقدمه توفيق عكاشة - لميس الحديدى – أحمد موسى – تسلم الأيادى.. وهكذا)
(5) تعويض التمرّد بالإحساس بالذنب: جعل الفرد يظن أنه المسؤول الوحيد عن تعاسته، وأن سبب مسؤوليته تلك هو نقص فى قدراته أو مجهوداته، وهكذا، عوض أن يثور على النظام الاقتصادى، يقوم بامتهان نفسه ويحس بالذنب، وهو ما يولّد دولة اكتئابية يكون أحد آثارها الانغلاق وتعطيل التحرك. ودون تحرك لا وجود للثورة (يتجسد هذا فى نغمة الثورة أتت بالخراب - أنتم اللى جبتم الإخوان للحكم – الشباب بيعرف يتظاهر بس ولكن لا يفهم فى السياسية وأمور الحكم.. وهكذا)
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة