«الخازوق» الاستراتيجى، له قدرة بلاغية، وصاحب مصطلحات «مكعبرة»، يتحدث عن كل وأى شيء، ويُحلل الظواهر الكونية، ويبيع الوهم فى «زجاجات مغلفة»، عبر البرامج السياسية والتوك شو بالقنوات الفضائية المختلفة، ثم يتقاضى مبلغا كبيرا فى «ظرف شيك» وهو مغادرا الأستوديو، ويكون حاضرا فى معظم المؤتمرات والندوات والفعاليات المختلفة، يتحدث كثيرا، ويفعل قليلا، ثم «يلبس» الكلام للبسطاء وأنصاف المتعلمين.
«الخازوق» أو «الخبير» السياسى والاستراتيجى كما يحلو أن يطلق على نفسه، يشبه إلى حد كبير، المحلل الرياضى فى الاستوديوهات، تستمع منه للنظريات والطرق المثلى التى يجب أن تلعب بها الفرق، والحلول الجماعية، ومتى تستخدم الحلول الفردية؟، ومتى تدافع؟، ومتى تهاجم؟، ثم ينتقد بعنف معظم اللاعبين، والمدرب، وعندما تضعه الأقدار لقيادة فريق ما من الملعب، يهبط به إلى الدرجة الثانية، ويؤدى بشكل سلبى وسيئ للغاية.
«الخازوق» السياسى والاستراتيجى، يظل يهاجم الأوضاع القائمة، ويشن حربا ضروسا على لجنة الخمسين، لأنها وافقت على تمرير مادة المحاكمات العسكرية، دون أن يضع حلولا على الأرض لكيفية مواجهة جماعة إرهابية، عندما تهاجم منشآت عسكرية، ثم يتحدث عن حقوق الإنسان، ومدنية الدولة، وإجراء نظام الانتخابات بالقوائم، ويهاجم النظام الفردى، مستدلا بالنظام الأمريكى فى الانتخابات، دون أن يجهد نفسه أن أمريكا تضم حزبين كبيرين متنافسين فقط، فى حين مصر تضم أكثر من 70 حزبا، لا يوجد منهم حزبا واحدا «عليه العين»، وإذا سألت أى زعيم سياسى عن أسماء 10 أحزاب منهم، لن يستطيع الإجابة.
«الخازوق» الإستراتيجى، يظل ينتقد أداء الحكومات المختلفة، وعندما يُسند إليه مهام إحدى الحقائب الوزارية، يفشل فشلا ذريعا، ولكم فى الدكتور جودة عبد الخالق وزير التموين الأسبق، وأحمد البرعى وزير التضامن الحالى، والدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس مجلس الوزراء، والدكتور حسام عيسى وزير التعليم العالى، وكمال أبوعيطة وزير القوى العاملة، والدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء فى حكومة عصام شرف، لأسوة.
ومن عينة الخوازيق الاستراتيجية، وفشل أيضًا فى الممارسة السياسية على الأرض، الدكتور عمرو حمزاوى، والذى أسس حزبا، بعد 25 يناير، وأتحدى أن 10 مواطنين مصريين فقط، يعرفون اسم حزبه، فى الوقت الذى يتحدث فيه كثيرا عن الشيفونية، والبرجوازية، والبرجماتية، والفاشية الدينية والعسكرية، ويهاجم بضراوة أن تخوض شخصية عسكرية الانتخابات الرئاسية، ورغم فشله المدوى، فى أن يقود حزبه ليضعه فى مصاف الأحزاب الفاعلة فى الشارع السياسى، وانتقل به من فشل، إلى فشل أكثر وقعا، إلا إنه يهاجم من لديهم خبرات إدارية، وقيادية.
الخوازيق الإستراتيجية، لديهم انفصام تام عن الواقع، ويعيشون فى أبراج الوهم، المشيدة من الخيال، والأحلام، ويحاولون زراعتها، فى تربة جرانيتية، دون أن يبذلوا أى جهد فى استصلاح الأرض، وتقليب التربة، وتحويلها من زلطية جرانيتية، إلى تربة، خصبة قابلة للزراعة، والحقيقة أن مصر ابتُليت بهذه الخوازيق الإستراتيجية، ونشطاء الغبرة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة