المشهد الذى شاهدناه فى محاكمة مرسى وجماعته فى قضية قصر الاتحادية يوم الاثنين الماضى يجعلنا جميعًا نرفع عيوننا إلى السماء قائلين بصوت عال: اللهم لا شماتة ولا تشفى فى أى مصرى حتى ولو كان ظالما، وسبحان الله، لا شىء كبيرًا على إرادته وجبروته، وانتقامه من كل ظالم وباغ وفاسد.. قبل 30 يونيو 2013 لو أقسمت لأى عضو فى جماعة الإخوان أن سيناريو وقوف محمد مرسى فى قفص الاتهام، ومعه هذا الحشد الإخوانى داخل القفص لاتهمنى هذا العضو بالجنون، وبأننى «فلول» و«شيوعى» أو «ليبرالى» تابع لجبهة خراب مصر، وغيرها من الاتهامات التى كانت تقال لكل من يعارض مرسى، أو يهاجم سياسته الفاشلة.
كل هذا كان يحدث، وعندما كنت أناقش بعضهم عن السبب وراء هذه الثقة بأنه لا يمكن الإطاحة بمرسى، كانوا يقولون لى «الشرعية» و«صندوق الانتخابات»، وهى الكلمات التى مازال بعضهم يرددها، وشاهدنا المعزول فى محاكمته يصرخ بأعلى صوته «أنا الشرعية والشرعية أنا»، وغيرها من الهبل الرئاسى الذى كنا جميعًا نتوقعه من رئيس لم يفقد شرعيته فقط، بل فقد السيطرة على نفسه، وعلى غيره من أتباعه، والنتيجة هى تدمير تاريخ الإخوان.. مرسى الذى يصرخ أنه الشرعية هو أول من هدم الشرعية عندما كان رئيسًا لمصر، ويكفى أن نذكره بالإعلان الدستورى الأسود الذى قلب مصر عليه، وعلى جماعته، إلا أن «كِبر» مرسى وجماعته جعله يرفض التراجع، ويستمر فى السير فى طريق الشيطان، فكان جزاؤه العودة للسجن الذى خرج منه للقصر قبل أن يعزله الشعب والجيش معًا فى أعقاب فشله فى حكم مصر.
نعم مرسى جاء من السجن، وأعطاه الله هدية سماوية لا تتحقق إلا بمعجزة كبرى، وهو ما حدث فى 25 يناير ونجاح الإخوان فى انقلابهم الدموى، ووصولهم إلى سدة الحكم، وجلوس محمد مرسى على عرش مصر الذى لم ولن يكن يتخيله هذا الرئيس الذى فقد شرعيته فى 21 نوفمبر 2012 عقب إعلانه الدستورى الأسود، لكنه يريد أن يصنع لنفسه بطولة زائفة على جثة الوطن، ويصدر لنا هو وإخوانه فى قفص الاتهام أنه الرئيس الشرعى، وأنه يرفض هذه المحاكمة، وكأن مرسى والإخوان قد اشتروا هذا الشعب بكلمة فضفاضة اسمها الشرعية، لا علاقة لمصر بها، لأن مرسى جاء من السجن وعاد إليه مرة أخرى، فما الغريب فى ذلك؟ فهو وجماعته يعشقون دور الضحية.
وعمومًا يا دكتور مرسى أنت رئيس معزول، وعودتك للسجن هى الشىء الشرعى الوحيد فيما يحدث من هزل فى مسرحية مصر المهزومة، والتى بدأ عرضها فى 28 يناير 2011 ولم تنته حتى الآن.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة