تعالَ نضع قواعد جديدة للعبة اليوم.. فى هذه المرة أكتفى أنا بالسرد، وتنشغل أنت بالمقارنة والتحليل..
أنقل لك بعضًا من الأخبار والأحداث المثبتة، وأتركك تراقب تطورها، وتقارن وضعها النهائى الذى استقرت عليه بوضعها الذى بدأت منه، حتى تحصل على ملخص يصف لك أبطال هذه الأحداث والأخبار، ويكشف لك حقيقتهم.
الواقعة الأولى:
- فى 3 مايو 2011 وبعد لقاء مطول جمع شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، وعددًا من قيادات الإخوان داخل مشيخة الأزهر، خرج المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، وقال لوسائل الإعلام المحلية والعالمية: «نشعر بالارتياح لأن الله رزق الأزهر بفضيلة الأمام الأكبر صاحب الفكر المعتدل، ونؤكد أن للمسلمين إمامًا واحدًا فقط هو شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذى يستحق لقب شيخ الإسلام».. قيادات الإخوان، وشباب الجماعة لم يعترضوا على كلمة المرشد، بل أمنوا عليها وثمنوها.
- بعد الإطاحة الشعبية بالإخوان من مناطق السلطة عقب مظاهرات 30 يونيو، وانحياز الأزهر للرغبة الشعبية، وإدانته ممارسات الإرهاب والعنف، خرجت نفس القيادات الإخوانية ومعها شباب الجماعة وقالوا: الطيب عار على الأزهر، الطيب يهدم تاريخ الأزهر، الطيب فاسد وحزب وطنى، الطيب من علماء السلطان، الطيب يشرب الخمور، ثم اختتم الإخوان شتائمهم للأزهر بالتأكيد والترويج لما قاله أردوغان حول أن التاريخ سيلعن شيخ الأزهر كما لعن كثيرًا من المشايخ قبله.
الواقعة الثانية:
- فى 12 أغسطس 2012 أصدر الإخوان بيانات، ونشرت مواقع الإخوان الرسمية مقالات ذات محتوى واحد يقول: «عبدالفتاح السيسى وزيرًا للدفاع بنكهة الثورة»، وأضاف الإخوان إلى ذلك كثيرًا من «تحابيش» المدح والتفخيم، مثل أنه أول من أعلن صراحة الحاجة إلى تغيير ثقافة قوات الأمن، وأعطى تأكيدات بأن هناك تعليمات بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين وحماية المعتقلين من التعرض للمعاملة السيئة، ثم نزل مرسى بالختام الرائع لحفلة المدح حينما قال إن «الجيش فيه رجالة زى الدهب.. مصلون ومحترمون ويعرفون الله حق قدره».
- بعد 3 يوليو 2012 نفس الجماعة، نفس القيادات، نفس الشباب، نفس الألسنة الإخوانية قالت: «السيسى قاتل، السيسى خائن، السيسى ضعيف، الجيش مافيهوش رجالة أصلا، الجيش لابد أن ينشق لحماية الشرعية».
الواقعة الثالثة:
- فى 2011 وبعد كارثة أحداث ماسبيرو وجريمة طنطاوى وعنان فى حق شباب مصر، وفى ظل غضب الشعب المصرى من كل الدماء والعنف، الإخوان وحدهم أصدروا بيانًا لتبرئة طنطاوى قالوا فيه: «إن عدد القتلى والجرحى وحجم التخريب يقطع بأن هناك رغبة من جهات داخلية وخارجية تبغى إجهاض الثورة وتعويق مسيرتها نحو الحرية والعدل والديمقراطية، إن المطالب المشروعة لها قنواتها ولها طريقتها ولها وقتها الذى يناسبها، والشعب المصرى كله له مطالبه المشروعة وليس الإخوة الأقباط فقط، ويقينًا ليس هذا هو الوقت المناسب للمطالبة بها».
- فى العام 2013 ومع إحياء الذكرى الثانية لأحداث ماسبيرو التى كان الإخوان يرونها مؤامرة قبل عامين، شارك شباب الإخوان فى حفل الإحياء، واتهموا الجيش بالمسؤولية عنها، وأنها دليل على عنف المجلس العسكرى ورغبته فى قتل المصريين، وطالبوا بمحاكمة قيادات الجيش.
الواقعة الرابعة:
- فى 30 يونيو 2012 وداخل قاعة جامعة القاهرة الكبرى، وأثناء أداء مرسى القسم الرئاسى، هتف بعض الشباب من الحضور «يسقط يسقط حكم العسكر»، وقتها انفعل أحمد عبدالعاطى، مدير مكتب مرسى، وحاول الاعتداء على الشباب، وأخذ يصرخ هاتفا: «الجيش والشعب إيد واحدة»، وبعدها وصف هو وعصام العريان كل من يهتف بسقوط حكم العسكر بأنهم «خونة وعملاء».
- فى 4 نوفمير 2013 ومن داخل قفص الجلسة الأولى لمحاكمة مرسى هتف أحمد عبدالعاطى «يسقط يسقط حكم العسكر»، ووجه عشرات الشتائم للجيش وقياداته، ودعا الناس للخروج على الجيش، بل دعا الجيش للانشقاق على نفسه.
الآن هل تسمح لى قبل أن تغرق فى عقد المقارنات أن أنقل لك رواية من صحيح البخارى وموطأ الإمام مالك، يمكنك أن تعتبرها قصة استرشادية تساعدك على اختيار الوصف الصحيح لأبطال الوقائع محل العرض والمقارنة: «سأل عبدالله بن سلام النبى، صلى الله عليه وسلم، عن ثلاثة أمور لا يعلمها إلا نبى، فأجابه، فآمن به وصدقه، ثم قال له يا رسول الله: إن اليهود قوم بُهت، فأرسل إليهم واسألهم عنى، فأرسل إليهم رسول الله، فلما حضروا قال لهم رسول الله: ما تقولون فى عبدالله بن سلام؟
قالوا هو سيدنا وابن سيدنا وعالمنا وابن عالمنا، فخرج عليهم وقال: أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، والله إنه الرسول الذى تعرفون، والذى تجدونه مكتوبًا عندكم فى التوراة، فقالوا بل سفيهنا وابن سفيهنا وجاهلنا وابن جاهلنا، وخرجوا عن رسول الله، فقال عبدالله بن سلام: يا رسول الله ألم أقل لك إنهم قوم بُهت».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة