هل أنت مندهش من تناقضات الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وتصريحاته وأقواله المتغيرة بين موقف وآخر؟
لم يعد هناك وقت للدهشة، ولا مجال للحيرة والاستغراب، فالأقنعة الزائفة تساقطت، وكشفت عن الوجه الحقيقى، رغم محاولات المراوغة والكذب الناعم منذ تمثيلية «الخروج من الجماعة» التى صدقها البعض قبل انتخابات الرئاسة، ولم تكن سوى عملية «توزيع أدوار» وارتداء أقنعة خداع بشعارات وكلمات متلونة ومتأرجحة بين موقف وآخر. وقاتل الله النسيان، الذى يوقع البشر فى شرور أعمالهم، ويفضح نفاقهم وتحولاتهم. وكما كان يقول أستاذنا نجيب محفوظ «آفة حارتنا النسيان»، فقد ركن أبوالفتوح إلى هذه المقولة فى أداء تمثيلى ردىء لتقديم نفسه للناس على أنه يسارى الإخوان، وليبرالى اليسار، ورمز تيار الوسط، وممثل المشروع الحضارى الذى يمزج بين الإسلام السياسى وأفكار اليسار والليبرالية، وكانت هذه هى الخلطة السرية لأبوالفتوح أثناء خوضه لانتخابات الجولة الأولى للرئاسة، قبل أن يكتشف الناس بعد ذلك، أنها كانت أكبر خدعة سياسية من تأليف وإخراج مكتب الإرشاد، لكن الأداء التمثيلى لم يكن محترفا بالدرجة الكافية، فالتأرجح فى المواقف كشف اللعبة وأسقط القناع عن ملامح الإخوانى الأصيل.
نسى الدكتور أبوالفتوح وهو ينتقد محاكمة المعزول محمد مرسى ويعتبرها محكمة هزلية لأول «رئيس منتخب»، وإهانة «لإرادة المصريين»، أنه هو ذاته الذى طالب بمحاكمة مكتب الإرشاد الذى ارتكب جريمة الاتحادية، وقال بالنص «المحاكمة واجبة». ربما تكون آفة الدكتور أبوالفتوح النسيان الدائم ولا يراجع مواقفه المتناقضة والمتحولة بين الإخوانى الأصيل بداخله، وبين المقنع المزيف الذى لم يتبرأ من أفكار البنا المتطرفة، أو أفكار سيد قطب الإرهابية، فجاءت جل تصريحاته غامضة مبهمة مربكة ومرتبكة، وتتسم بالميوعة والليونة والقابلية للتفسير وعكسه فى آن واحد. فكلمات أبوالفتوح الأخيرة لا تستنتج منها أى موقف صريح وواضح وقاطع، فهل هو مع 30 يونيو وعزل مرسى، أم أنه الشئ وضده فى وقت واحد. ولم يضبط متلبسا بموقف واحد من ثورة يونيو وخارطة الطريق، فالأقنعة كثيرة، والألسنة أكثر، فهو اليسارى مع اليساريين، والسلفى مع السلفيين، والليبرالى مع الليبراليين، ولكن لكل خداع نهاية، فقد تكذب على الناس بعض الوقت لكنك لن تسطيع الكذب عليهم طوال الوقت.