تحويل سد النهضة الإثيوبى إلى مشروع إقليمى يضم دول الحوض الشرقى الثلاث، يمثل اختبارا حقيقيا لنوايا إثيوبيا التى تماطل وتراهن على الزمن، هى استغلت الأوضاع السياسية فى مصر وأعلنت عن المشروع وشرعت بالفعل فى تنفيذه، رغم الاتفاقيات التى تقول إنه لابد من موافقة دولتى المصب، هم تبرأوا من الاستعمار الذى وقع نيابة عنهم، ونحن فرطنا فى هيبتنا الأفريقية منذ أكثر من ثلاثين عاما، وبات علينا أن نعطى لخيبتنا مبررات إنسانية، مصحوبة بكلام إنشائى عن التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك، الحكومات الإثيوبية كانت حريصة ولا تزال على إقناع الإثيوبيين بأن مصر تتربص بهم وبمستقبلهم، وأعطاهم مؤتمر مرسى الفضيحة يقينا لا يتزحزح أنك مستعد لخوض حرب ضدهم، إذا أقدموا على بناء سد نهضتهم، موافقة مصر على المشروع تعنى أن الجهات الدولية المانحة ستتنافس على تمويل المشروع، ومن الممكن - كما قال وزير الرى الأسبق محمد نصر علام - توزيع هذه القروض على الدول الثلاث، مقابل تنفيذ المطالب المصرية السودانية، وسأكون حزينا جدا إذا كانت الإدارة المصرية قبلت التسوية مقابل رشوة دولية، تضر بمستقبل الأجيال القادمة (التى لا يتحدث باسمها إلا خبراء المياه)، نحن ضد التصعيد مع الإثيوبيين وضد من يدعو إليه، ولكن ما يحدث معنا ابتزاز رخيص فى وقت صعب، حصة مصر من النيل صرفها الله لها ولا تؤثر على حصة أحد، وزير الموارد المائية والرى محمد عبد المطلب، قال إن اجتماع وزراء النيل الشرقى (مصر والسودان وإثيوبيا) والذى انتهى فى الخرطوم أمس الأول لم يفشل، الأطراف الثلاثة اتفقت على تنفيذ توصيات التقرير النهائى للجنة الدولية للخبراء بشأن سد الألفية، التوصيات لم تطرح للرأى العام، رغم حرص الوزير المصرى على أن التقرير «حدد حزمة من الملاحظات بشأن السد، تتطابق مع الشواغل المصرية» والتى تشمل مثلا: السعة المثلى للسد (الإثيوبيون قرروا فعلا أنه 65 مليار متر مكعب)، وتأثير الملء الأول على الإمدادات المائية لمصر، وكذلك الفاقد فى توليد كهرباء السد العالى، وغيرها من شواغل، المحصلة النهائية هى أن إثيوبيا أنشأت السد بدون إذن حضرتك، وأنت تحاول أن تبدو غير مهزوز، وأنك حريص على مصلحة إثيوبيا أكثر من اللازم، وبالتالى توافق على العمل كمقاول من الباطن فى مشروع يهدد مستقبل أحفادك، لأنك خضعت للإبتزاز، ولأنك تركت منابع روحك ملعبا للجواسيس ولأعدائك التاريخيين.. ونسيت أنك مصر.
ـ مخطط تصفية رموز ثورة 25 يناير بدأ على حياء منذ أكثر من عام، وفى الأسابيع الأخيرة وبعد اكتمال الفريق المباركى، ونزوله الملعب رغم لياقته التعبانة، يحاول اللاعبون القدامى تعويض ما فاتهم من سلطة، باستهداف بعض الوجوه النقية التى تصدت لاستبداد مبارك ومرسى، سيتركون وزير النقل ووزير المالية ووزير الثقافة ومعلم الأجيال رئيس الوزراء على سبيل المثال، ويتفرغون لحسام عيسى، وكمال أبو عيطة، الأول لأنه ضد عودة الدولة البوليسية فى الجامعات، (معظم الذين يهاجمونه صبية هذه الدولة)، ويعيّر بأنه كان ضمن أساتذة «9 مارس» التى ألغت الحرس الجامعى بدعوى قضائية فى 2010، فى البداية أنا مع وجود أمن جنائى خارج الأسوار، يتم استدعاؤه فقط عند الضرورة، وضد تغلل الأمن السياسى مرة أخرى، هم يريدون استغلال مظاهرات طلبة الإخوان العابرة (والتى ستنتهى نهائيا إذا اعتبرنا نظامى مبارك ومرسى أصبحا من الماضى) لفرض سياج معنوى مقبض على طلاب العلم الأنقياء.. أبوعيطة يتعرض لهجوم مشابه من الذين يجلسون على دكة البدلاء .