سواء تمرد الرئيس المعزول محمد مرسى، المسجون حاليًا بسجن برج العرب بالإسكندرية ويحمل رقم 11253 على تناول وجبات السجن أو لم يتمرد، فإن مرسى حتى الآن لا يصدق ما حدث له ولجماعته من انكسار وانهيار لمجد جماعة الإخوان التى لم يكن يتوقع أى إخوانى هذا السيناريو الأسود لأعضاء وقيادات أخطر تنظيم سياسى فى التاريخ الإسلامى بعد تنظيم «الحشاشين» الذى ظهر فى عهد الدولة العباسية وظل يمثل خطرا على الدولة الإسلامية لعقود طويلة، حيث استخدم الاغتيال وسيلة لتصفية الخلافات مع حكام ووزراء الدولة العباسية والأيوبية وغيرها من الدول التى كانت تحكم المنطقة فى هذا العصر، ويبدو أننا على موعد مع جماعة ستعيد نفس التاريخ الأسود لتنظيم «الحشاشين»، وكل الدلائل تؤكد أن جماعة الإخوان سائرة على نفس الطريق والمنهج والفكر.
وبعيدًا عن حكاية وجه التشابه بين الإخوان والحشاشين الذى يحتاج إلى عدة مقالات لتوثيق هذا التشابه بين تنظيمين هما الأخطر فى التاريخ الإسلامى، فإننا ننصح الرئيس المعزول محمد مرسى الموجود سجن برج العرب أن يقوم بكتابة مذكراته أو يومياته ليس فقط داخل السجن بل وخارجه وأثناء وجوده فى قصر الاتحادية، ويختار لهذه المذكرات اسم «أنا الرئيس الشرعى لمصر» وهى العبارة التى مازال هذا المعزول يرددها فى كل لحظة، وأعتقد أن مرسى يحتاج إلى إعادة تفكير فى الأخطاء والخطايا التى ارتكبها هو وجماعته ليس فقط خلال حكم مرسى لمصر، بل خلال السنوات السابقة لما حدث فى 25 يناير 2011، كما أننى أتمنى أن يكتب مرسى حقيقة ما حدث بينه وبين كل القوى السياسية التى نجحت فى الإطاحة به، كما أنها فرصة تاريخية نادرة لكى يقول فيها مرسى الحقيقة دون رتوش أو تأثير من قيادات الجماعة، كما أننا ننتظر فى هذه المذكرات أن يجيب مرسى عن السؤال الساخن جدا وهو: لماذا رفض الاستجابة لنصائح قيادات جيشه؟ وما هى طبيعة العلاقة بينه وبين الفريق عبدالفتاح السيسى خاصة فى الأسابيع الأخيرة فى حياة مرسى فى قصر الاتحادية أى قبل 30 يونيو والتى أعقبها عزل مرسى وتحقيق رغبات الشعب؟.. فهل يفعلها السجين محمد مرسى الذى يحمل رقم 11253 فى سجن برج العرب ويبدأ فى كتابة مذكراته أو حتى يومياته فى السجن أم سينتظر موافقة مكتب الإرشاد المسجون فى طرة.