الذين يتحدثون عن الدولة القوية والنهضة، التى لا تطير، يذكرون دائما النظام الأمنى الجديد، ويطالبون بهيكلة الداخلية بشريا، وإقصاء القيادات الفاسدة، وإقصاء رجال العادلى، وإقصاء رجال مرسى، كلام منمق لم يذكروا الأزمة الحقيقية، نظام إدارى جديد، فضابط الداخلية ستجده حولك فى كل مكان، يصطدم بك وتكن له الكثير، ينقصه فقط أن يطير.
"سوبر ضابط".. فى إشغالات الأرصفة والشوارع، وفى التموين والدقيق والفرن، وفى الجوازات والسجل المدنى، وفى الكهرباء وربما يعمل مستقبلا محصل نور ومياه، وغيرها من أدوار يناط بغيره أداؤها، تركناه على قارعة الطريق يواجه الجميع، حتى حدثت الطامة الكبرى، ثم الفراق الأليم، انفصل الضابط عن المواطن، ترصد المواطن للضابط بكراهية، ليرحمنا ويسبب مسبب الأسباب سببا ربما العدو المشترك، والاحتياج والأمل فتقوم الثورة ويلتقى الضابط والمواطن بعد طول فراق ولوعة واشتياق، فى مشهد رومانسى حالم ونبتسم جميعا عشان الصورة تطلع حلوة.
لكن هل سيستمر؟ إذا ظل الضابط فى كل المؤسسات يلعب كل الأدوار، يصارع الجميع ويبتعد عن دوره الرئيس فى جولته الوظيفية بين هنا وهناك؟ فلو تخلصنا من الرعيل الأمنى الحالى بخيره واجتهاده وشره واستبدلناهم بقوم آخرين هل سيستمر المشهد؟ أم سننتظر نفس النهاية، سيصطدمون من جديد فيما يستحق وما لا يستحق فيما هو عمل المحافظة أو الحى أو المؤسسات أو الشركات أو غيرها، سيحتك الضابط بالمواطن حتى تصل ريما لمشاعرها القديمة، إذا تحدثوا عن خطة لهيكلة إدارية وليست هيكلة بشرية حاليا، فالمؤسسات تبقى والبشر يذهبون، عودوا برجل الشرطة إلى الأمن فقط، وفى ظل معركة أمنية وسياسية لا تحملوا وزارة الداخلية ما لا تطيقه، ولا يرحمنا، اتركوها تقف وتعتدل وتستقيم لتطالبوها وتحاسبوها لا تثقلوها بأعباء المؤسسات الأخرى التى أعياها التقاعس، كفى تنصلا واتكالا فسروا أحجية الضابط بتاع كله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة