إبراهيم عبد المجيد

ملل.. ملل.. ملل

الجمعة، 08 نوفمبر 2013 06:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سألتنى أكثر من صحفية وصحفى قبل يوم الاثنين الماضى.. يوم أولى جلسات محاكمة محمد مرسى عن توقعاتى فى ذلك اليوم.. وقلت فى كل مرة سيكون مثل أى يوم.. كان إحساسى، بل تفكيرى.. سيخرج ناس بلا معنى كما يخرجون دائما قبل أن يصبح مرسى رئيسا وبعد أن خلع من الرئاسة.. تطور الخروج من عنف وعنف مضاد إلى عنف أقل إلى أقل الأقل.. وهكذا حتى ينتهى وسينتهى.. يعيش الإخوان المسلمون فى وهم اسمه أن الشعب معهم.. وهم فى الحقيقة لم يروا الشعب ولن يروه.. هم لا يرون إلا أهلهم وعشيرتهم بلغة رئيسهم القبلية القديمة.. رئيسهم الذى اختارته الثورة ليكون رئيسا للشعب فاختار هو أهله وعشيرته غير مدرك أن هذا أول طريق الهلاك.. ولم يكن ممكنا لمثله أن يدرك!
تواتر الأيام وتتالى الاحتجاج الذى لا معنى ولا طائل وراءه جعلنى على يقين أن اليوم لن يختلف.. سيكون باهتا جدا.. ورغم أنه لم تتم إذاعة جلسة المحاكمة فما ظهر منها من فقرات وما حكاه المراسلون عنها يبعث على الضحك.. المتهمون يرفعون شارة رابعة التى يرفعها مريدوهم كل يوم ولا طائل من ورائها.. وهو، مرسى، يقول ما سبق أن قاله.. أنا الرئيس الشرعى ويكررها ويحيى القضاء الشامخ.. ياراجل.. أليس هذا هو القضاء الذى أردت أن تخرج منه ثلاثة آلاف قاض لتضع بدلا منهم قضاة الإخوان؟ وأليس هذا هو القضاء الذى عينت له نائبا عاما حوّل كل ثائر يقف أو يمر فى طريقك إلى السجن وأغفل كل معتد من الإخوان.. لم يكن ناقصا لك إلا أن تحيى الثورة والثوار.
قال محمد مرسى كلاما معادا ومكررا إن ما جرى انقلاب فى الوقت الذى يعرف فيه القاصى والدانى أنه كان يراهن أن الجيش سيقف معه ضد الشعب حتى أن محمد بديع مرشدهم إلى الهاوية قال بعد أن قبض عليه كنت أتصور أن الإنذار الذى وجهه الجيش لإنهاء الأزمة قبل 30 يونيو موجه أساسا إلى المعارضة وليس لنا.. أى أنه لم يكن لديه مانع أن يعتقل الجيش ويسجن الثلاثين مليون مثلا الذين خرجوا للشارع! لذلك مضى يوم الاثنين بى فى البيت كالعادة.. هذه عادتى وهذه صحتى.. إذا غادرت البيت يوما أرتاح اليوم التالى وعادة يكون خروجى الأحد معظم الأسابيع.. لم أجلس أمام التليفزيون إلا دقائق رغم ما كان يبدو من اهتمام من جميع الفضائيات.. بل اتصلت بى إحدى القنوات لأعلق على الأحداث فاعتذرت حتى لا يبدو على وجهى أى ملل أو عدم اكتراث.. مضى النهار كله لم أشاهد إلا دقائق وفى الليل أيضا لم أشاهد إلا دقائق.. جلست أراجع كتابا سيصدر لى قريبا.. وأندهش من الملل الذى مر علىّ فى حياتى والذى كنت أتصور أن جمود عصر مبارك كان أحد أسبابه.. لم يكن هناك ملل فى سنة مرسى فالثورة لم تتوقف ولا الظلم ولا الهبل الذى كان أكبر تجلياته المؤتمر الذى عقد لمناقشة موضوع سد النهضة.. هذا على مستوى الرئاسة.. أما على مستوى رئاسة الوزراء فلم ينقطع الهبل كل يوم! صارت هناك مادة كبيرة للاعتراض وللنكت.. ووجد هواة الفوتوشوب مادة خصبة لهم حولوا فيها الرئيس ومن معه إلى كائنات غريبة.. لكن كان مللى من الاستمرار فى الكذب.. عام كامل يكذب فيه الإخوان المسلمون ليل نهار فى الصحف والفضائيات.. كنت أعرف دائما أن نهايتهم اقتربت وكتبت ذلك فى أكثر من مقال نشرته هنا فى هذه الصفحة. وهذه بعض فقرات مما كتبت قبل 30 يونيو:
«للأسف تجاوز الإخوان الدولة العميقة إلى الدولة الغرقانة وسوف نرى».. «فيم كان يختلف الإخوان المسلمون عن النظام السابق إذن؟.. للأسف لا شىء.. كان الاثنان وجهان لعملة واحدة هى عملة الاستهزاء بالبشر.. سياسة لا أحد أمامنا ولا أحد يستجيب لن تستمر طويلا وستكون عاقبتها وخيمة على أصحابها».
«إذن الإخوان سرقوا الثورة والرئيس لم يف بوعوده هو الذى نال على الأقل سبعة ملايين صوت من شباب الثورة، ويدخل بمصر إلى نفق مظلم.. لماذا فعل الدكتور مرسى ذلك وبسرعة؟ حفاظا على الاستقرار!! والذى حدث أنه لا استقرار بعد اليوم، بل فتح كتاب الجحيم».
«ما فعلته الأنظمة السابقة لم يجعل الناس تكره الإخوان المسلمين، لكنهم جعلوا الناس تكرههم فى هذا الوقت القصير جدا، ولايزال فى جعبتهم الكثير من الكذب والضلال على الناس، ولن يتوقفوا حتى يصبح الشعب كالأنعام.. ولن يحدث لأنهم لا يرون الثورة التى قامت فى البلاد حت الآن ولا يدركون أن نهايتهم ستكون بيد الشعب لا الأنظمة هذه المرة».
«درس التاريخ القريب والبعيد يقول إن الرئيس لن ينتصر ولا جماعته.. لا تقام دولة على أنهار دم.. بداية النهاية لنظام حمله الثوار إلى الحكم ففتح لهم القبور. وكل يوم يمر تضيع فيه كل فرص البقاء».
لكن المجلس العسكرى الآن قد أخذ الدرس التاريخى ولن يعود لأفعال المجلس السابق.. وسيكون أكبر ضحاياه إذا حدث ذلك ليس الثورة وشبابها لكن هذه الجماعة نفسها ولن ينطلى على المجلس العسكرى ما قد يفعله الإخوان المسلمون فهو يعرف أن الشعب لم يعد يريد هذه الجماعة وأنه الشعب، لن ينتهى ثأره معها مادامت خذلته وقتلته ولا تراه إلى هذا الحد البشع! وهكذا فمستقبل هذه الجماعة سيحدده الشعب فى الحالتين «وهل سيدرك الإخوان المسلمون الآن أن كل الطرق مسدودة للاستيلاء على الوطن؟ لا أظن.. سيستمرون حتى تخرب بلادنا التى لا تعنيهم فى شىء متصورين أنها ستكون لهم طيعة دون شعب ولا تاريخ.. فقط بأهلهم وعشيرتهم.. وهو ما لن يحدث».
«وعلى هامش المجتمع.. انتهى الوقت ولم يفهم أحد من الحكام الدرس وأزفت الآزفة.. كان مبارك لا يرى ولا يصدق أن هناك ثورة ومرسى كإنتاج لطائفة دعوية سياسية لا يرى شعبا.. وهذه هى النتيجة.. سيخرج الشعب ليراه».
وأخيرا كيف بالله أتابع ناسا قلنا لهم كل هذا الكلام ولم يفهموا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة