فى سنة 77 تزعم الكاتب الراحل «أحمد عباس صالح» فكرة لتأسيس «اتحاد الكتاب المصريين بالخارج» وتمت دعوة مجموعة كبيرة من الكتاب والصحفيين خارج مصر لتأسيس الاتحاد حتى يكون له صوت انتخابى يمثل مصر فى انتخابات «اتحاد الكتاب العرب» الذى كان يرأسه «يوسف السباعى» فى قبرص فى أوائل 1978، وكنت أيامها أعمل محررا صحفيا بجريدة الجمهورية العراقية، ومن الذين صوتوا ضد فكرة تأسيس الاتحاد خارج مصر مع مجموعة من الكتاب بعد أن تزعم الكاتب الكبير «محمود أمين العالم» رفض الفكرة وقال إنه لا يجب شق الاتحاد المصرى أو إنشاء «اتحاد بديل»، بعدها تمت عملية اغتيال «يوسف السباعى» فى قبرص على يد اثنين من منظمة «أبو نضال» الذى لم يقتل إسرائيليا واحدا وكان كل من قتلهم من القادة الفلسطينيين، فى نفس يوم اغتيال «يوسف السباعى» قررت ترك بغداد، ولما كان صديقى «عاطف بسيسو» الذى يصغرنى بعامين فى زيارة لأحد أقاربه فى بغداد وقابلنى «صدفة» فى مقهى «البرلمان» فى شارع «الرشيد» فقد أشار على بتركى بغداد إلى بيروت فى أقرب فرصة وأنه لن يستطيع مساعدتى وأن على أن أعتمد على نفسى فى الوصول إلى بيروت وأنه لن يرانى هناك إلا بعد شهرين وأعطانى مبلغ 500 دولار على سبيل القرض، وكان صديقى الصحفى الكبير «فتحى خليل» مدير مكتب «روزاليوسف» فى بغداد يعانى من تغييره بالكاتب «صبرى موسى» الذى أرسلته إدارة «روزاليوسف» ليتسلم إدارة المكتب من الأستاذ «فتحى خليل» وبرغم حالته الصعبة عرض على المساعدة وكتب لى رسالة توصية لصديقه وزميله فى «روزاليوسف» الكاتب والصحفى الكبير «فهمى حسين». كان مهرجان «المربد» الشعرى ممتلئا بالمثقفين العرب والفلسطينيين وكان رئيس الوفد الفلسطينى الكاتب والمناضل الكبير «ناجى علوش» ومعه «أحمد دحبور» و«رشاد أبوشاور» وأشار على الأستاذ «ناجى علوش» بالحجز فى نفس الطائرة التى سوف يعودون بها إلى بيروت وأشار على «رشاد أبو شاور» ألا أظهر معهم فى مطار بيروت حتى لا أحسب عليهم، وصلت بيروت وقابلت الأستاذ «فهمى حسين» وأعطيته خطاب التوصية من صديقه «فتحى خليل»، فابتسم ابتسامته الودودة وقال بأنه يعرفنى ولكن توصية «فتحى» زادت تقديرى عنده، ومن يومها لم أفارقه يوما واحدا طوال مدة بقائى فى بيروت حتى الخروج منها، فقد استضافنى فى بيته وساعدنى فى الحصول على شقة «استوديو» فى نفس بناية «البيست هوم» فى شارع «الصيدانى» فى حى «الحمرا» وهى نفس البناية التى كان يقيم فيها مع السيدة الفاضلة «اعتدال» والتى كانت مدير الشؤون المالية والإدارية بمسرح القاهرة للعرائس، وابنه طارق وابنته أمل، كتب «فهمى حسين» ثلاث مجموعات قصصية وكان من نفس جيل يوسف إدريس، ورافق «ياسر عرفات» فى رحلته التاريخية إلى الأُمم المُتحدة عام 1974 وعمل مع الكاتب الفلسطينى الكبير «زياد عبدالفتاح» فى تأسيس «وفا» أول وكالة فلسطينية للأنباء، وظل لفترة يكتُب مقالا ثابتا فى مجلة «فلسطين الثورة» وعندما عين «عبدالعزيز خميس» رئيسا لمجلس إدارة «روز اليوسف» قام بفصله، وساهم فى تأسيس تجمع المصريين فى الخارج كامتداد لحزب التجمع. فى أوائل 1978 قامت مجموعة «دير ياسين» بقيادة «دلال المغربى» باختطاف باص داخل الأرض المحتلة بتخطيط من «أبوجهاد» وكانت أول عملية فدائية تصور فى تاريخ المقاومة الفلسطينية حيث تم تصوير بداية العملية بكاميرا سينما 35 مللى طلب «أبوعمار» من «فهمى حسين» أن يحمل الكاميرا معه إلى مصر ويسلمها للأستاذ «خالد محيى الدين» ففعل، وعندما صدر فى مصر قانون العيب «كانت أول قضية سياسية تُنظر أمام هذه المحكمة القضية الشهيرة التى اتهم فيها الفريق سعد الشاذلى» كان «فهمى حسين» المُتهم السادس فيها مع «عبدالمجيد فريد» و«لطيفة الزيات» و«محمود أمين العالم» و«محمود السعدنى»، وسوف يبقى «فهمى حسين» رحمه الله عمرا من المقاومة والنبل.