محمد الدسوقى رشدى

دستورنا ودستورهم.. ودستور أبوكم!

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013 09:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنت - بفتح التاء - تبحث عن أدوات لتقييم الدستور الجديد، وأنت- بكسر التاء- تبحثين عن «فلتر» لتنقية رؤيتك للدستور من كل شوائب الهوى السياسى، وهم يسعون لإقناعك بضرورة رفع شعار نعم للدستور، لأن هذه «النعم» تعنى «نعم» للثورة ولهتاف الجيش والشعب إيد واحدة، وأولئك يجتهدون فى إقناعك بضرورة رفع شعار «لا للدستور» لأن هذه «اللا» تعنى لا للعسكرة والقضاء على هوية الدولة الدينية، وهؤلاء الذين يقفون فى المنتصف بين «هم» و«أولئك» يضغطون عليك، لكى تقرأ الدستور مادة مادة وكلمة كلمة، غافلين عن حقيقة تقول بأنك لست فقيها قانونيا حتى تستوعب مابين سطور المواد، أو بعض العلاقات المشبوهة بين مادة وأخرى، وغافلين أيضا عن دورهم فى شرح وتبسيط مواد الدستور للناس بعيدا عن هواهم السياسى..

ماذا نفعل إذن ؟.. وهل هناك توضيح لطريقة التعامل مع الدستور التى يجب أن يتبعها «أنت - بفتح التاء- وأنت - بكسر التاء - وهم وأولئك وهؤلاء وباقى الناس الحلوة السائرة فى شوارع مصر؟»
لا أملك إجابة كاملة للسؤال السابق، ولكن لدى اقتراح بأن يذهب كل مواطن مصرى إلى حيث ميراث أجداده الفراعنة، أول من وضعوا قوانين ومواد دستورية لتنظيم شؤون الحياة، يمكنك أن تذهب إلى كتاب «الحكم والأمثال والنصائح عند قدماء المصريين» للمؤلف الدكتور محرم كمال، لتجد الأسس الحقيقية التى يمكنك على أساسها النظر إلى أى دستور من وثيقة دفاع الميت عن نفسه عند الحساب أمام قضاة الآخرة قائلا: «لقد عشت بالعدل، ونشرت الإصلاح فى كل اتجاه حتى حمد الناس سيرتى، فكم أطعمت الجياع، وسقيت العطشى وكسوت العراة، وكنت أباً للأيتام وعيناً للأعمى، وأذناً للأصم وعصا للشيخ العجوز. إن قلبى نقى ويدىّ طاهرتان. كنت أتكلم بالخير وقد جمعت مالى بطرق عادلة». وبعد ذلك يمكنك الذهاب إلى وصية الإلهة ماعت، إلهة الحق والعدل والنظام، وتقرأ بنودها جيدا وتقارن دستورك بما ورد فيها لتعلم جيدا فى أى طريق ستسير، وفى هذه البنود الـ42، يمكنك أن تقرأ التالى: «القتل والتحريض على القتل والاغتصاب جريمة، الانتقام والتسبب فى الإرهاب والاعتداء على الإنسان بالسبب أو بصناعة الألم فى حياته جريمة، نشر البؤس فى حياة المواطنين جريمة، لا لظلم الشعب أو حرمان أحد من حق هو له، لا لسرقة ماهو حق للبلاد أو نشر الادعاءات الكاذبة، لا لإثارة الصراع بالشعارات الحماسية والشائعات، لا لازدراء الآخرين أو التنصت عليهم، نعم لاحترام الأماكن المقدسة وحقوق الضعفاء، لا لاستخدام اسم الله عبثا، ولا لمنح العطايا المفرطة دون حق، نعم لطاعة القانون وأداء التزاماتى اليومية».

هذا ما كتبه الفراعنة منذ آلاف السنين، انظر إليه، وافهمه، وعلى أساسه فقط حدد موقفك من الدستور ومن السلطة ومن كل شىء فى الحياة، ربما نظفر فى المستقبل بجزء من حضارة الماضى، لو صبغنا نفوسنا بأخلاقهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة