إسراء عبد الفتاح

الدستور.. خطوة على الطريق

الجمعة، 13 ديسمبر 2013 06:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نصت خريطة الطريق التى وضعت قبل 30 يونيو من قبل القوى السياسية والثورية والتى أقرت بدعم من الجيش المصرى فى 3 يوليو أن تبدأ الخريطة بدستور لكل المصريين، أن ننفذ ما كنا نسعى إليه بعد سقوط مبارك فى 11 فبراير 2011 بأن يكتب الدستور أولا، كان مطلبا ثوريا لم نفلح فى تنفيذه إلا فى المرحلة الانتقالية الثانية «فما ضاع حق وراءه مطالب» فها هو الدستور أولا وقبل كل شىء وقبل أى انتخابات فمن يأت به الصندوق سيعرف حقوقه وواجباته من خلال دستور يستفتى عليه الشعب.
ها نحن الآن نقول ونطبق أن الديمقراطية عملية طويلة تنتهى بالصندوق لا تبدأ به، لذلك أقول، إن إقرار الدستور بعد الاستفتاء هو فقط يجعلنا نضع قدمنا على طريق الديمقراطية، هو مجرد خطوة فى المشوار طويل.
الدستور خطوة قام بها مجموعة من خيرة أبناء مصر اتفقنا أو اختلفنا مع بعضهم، ولكنهم أدوا مهمتهم على أكمل وجه، ويكفى أنهم تعالوا على خلافاتهم وتنازل بعضهم وتمسك البعض الآخر، ولكن فى النهاية أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية، أثبتوا أن المصريين باختلافهم يستطيعون أن يتفقوا من غير انسحاب أو تراجع أو هدم.
وهذا الإنجاز وحده ليس بالهين ولكنه إنجاز يثبت أن هناك من يكلف بمهمة من أجل رفعة هذا الوطن، فيبذل قصارى جهده من أجل إتمامه، فتحية لهم جميعا من رئيسها الذى أثبت للجميع حنكته كرجل دولة إلى مقررى لجانها وأعضائها فردا فردا، خطوة يجوز أنها تحمل فى طياتها بعض الشوائب العالقة التى لا بد أن نتلاشاها أو نعمل على تلاشيها فى الخطوات القادمة، ولكنها خطوة لا بد أن تنجز لأن المرحلة التى تمر بها البلاد لها وعليها استحقاقات ليست بقليلة، ولا أعنى بإنجازها أن نقول «نعم أو لا» للدستور ولكن أعنى أن نشارك فى الاستفتاء، أن نقول رأينا، أن نقرأ دستورنا، أن نتحفظ على البعض ونتمسك بالبعض، أن نعى ما لنا وما علينا، أن نقول بهذا الدستور قد حققنا هذه النسبة من طموحنا وسنحقق الباقى عن طريق مجلس شعب يمثلنا يساعدنا على تغيير ما نتحفظ عليه لو أجمع عليه الشعب.
الدستور خطوة تنقلنا من حالة الصراع وضياع الحقوق إلى حالة دسترة الحقوق، واعتراف الدولة بها دون محاولة للتهرب أو الالتفاف، تضمن استقرارا قائما على علاقة تبادلية بين التزام الدولة ووعى المواطن، خطوة على خارطة الطريق، تكملتها هى الطريقة المثلى لمواجهة الإرهاب الذى يهدف إلى تدمير بلادنا وقتل أبنائنا، الذى حتما سيفقد الأمل ويتوقف عندما يرانا نسير فى مسيرة بناء بلد بإرادة شعبية، إرهاب سيعلم أن ليس له مكان بيننا، ولن يجعلنا نتوقف عن حلمنا بمصر آمنة سالمة ديمقراطية.
الدستور خطوة لازمة لوحدها لا تكفى، فالأهم أن يتبع هذا الدستور بقوانين عادلة تتماشى مع ما يمنحه هذا الدستور من حقوق وواجبات، بالتوازى مع توعية الشعب المصرى بالدستور والقوانين التى تلحق به حتى يتمسك بحقه ويدافع عنه، لا نريد الدستور حبرا على ورق، ولكن نريد الدستور منهج حياة وحقوق مواطنين وعدالة تسير بين الناس، لسنا فى وقت دعوة الناس لتقول «نعم أو لا للدستور».
نحن فى وقت نحشد الشعب لقراءة الدستور وفهمه واستيعابه ورفع الوعى بأهمية أن يكون هناك دستور لكل المصريين، تليها فترة الحشد للمشاركة فى الاستفتاء، وتنتهى بفترة إقناع المواطنين برأيك سواء بنعم أو لا. يجب أن نعى التطور الفكرى والسياسى والمجتمعى الذى طرأ على المواطن المصرى خلال السنوات السابقة، وألا نستهين بعقله بحملات تسىء للدستور قبل أن تدعمه.
اقرأ.. افهم.. شارك.. صوت








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة