اختارت مجلة تايم الأمريكية الواسعة الانتشار البابا فرانسيس بابا الفاتيكان شخصية العام بدلا من الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع الذى أعلنته المجلة العريقة رجل العام فى استطلاع لقراء المجلة وهزم بالأرقام مغنية البوب الشهيرة مايلى سايرس ورجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركى والبابا فرانسيس، وهو ما أثار بركان الغضب لدى غالبية الشعب المصرى والعربى ضد المجلة التى تخلت عن معايير المهنية والمصداقية فى تقليدها السنوى فى اختيار شخصية العام والتى تميزت به فى عالم الصحافة العالمية واكتسبت به الشعبية والمصداقية.
المجلة - التى تجاوز عمرها 90 عاما - أوقعت نفسها ربما لأول مرة فى مأزق مهنى يدفع بها إلى هاوية الشكوك فى مصداقيتها واحترامها لدى قطاع عريض من القراء فى منطقة الشرق الأوسط بالتراجع عن نتيجة استطلاع الرأى الذى فاز فيه الفريق السيسى بشخصية العام ولأول مرة فى تاريخ المجلة لتضحى بذلك بالسمعة المهنية التى اكتسبتها منذ إنشائها عام 1922 ودفعتها إلى إصدار نسخ لها فى أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وأمريكا اللاتينية.
التايم فشلت فى تقديم التبريرات المقنعة لتراجعها المؤسف عن اختيار الفريق السيسى واستبداله بالبابا فرانسيس رغم أن ذلك لن يقلل من الشعبية المتزايدة للسيسى فى مصر وخارجها ولن يضيف له استطلاع التايم الشىء الكثير لأن الشعب المصرى حسم اختياره وكشف عدم الحياد والمصداقية للصحافة الغربية والأمريكية وموقفها المعادى لمصر بعد ثورة 30 يونيو انتهاكًا للمبادئ والقواعد الديمقراطية التى يتشدق بها الإعلام الغربى والنخبة المثقفة بعد ضغوط سياسية لم تعترف بها المجلة العريقة من الإدارة الأمريكية أو من غيرها من أجل «حفنة ريالات أو دولارات»
ما فعلته التايم يزيد من شعبية الفريق السيسى بين أوساط المصريين ويأخذ من رصيد المهنية والنزاهة الصحفية والمصداقية للمجلة الأمريكية بين قرائها فى مصر والدول العربية التى لم تحترم رأيهم وأصواتهم فى اختيار السيسى رجل العام وفضحت الانحياز السافر ضد مصر وثورتها، هى فضيحة بالفعل للمجلة التى خدعت القراء وكذبت عليهم ودفعت من سمعتها ثمنًا باهظًا مقابل هذا الكذب والخداع.