فى بداية موسمه الفنى الجديد، افتتح جاليرى مصر بالزمالك أمس الأحد معرض "طرح بحر" للفنان الكبير جميل شفيق، فى السابعة مساءاً وسط حضور وحفاوة وإعجاب من المهتمين بالحركة التشكيلية، ومحبى فن جميل شفيق.
اختار شفيق اسم "طرح البحر" لمعرضه، لأنه يستخدم فى منحوتاته الأخشاب الملقاة من البحر على الشاطئ، ويعيد صياغتها وينحت منها كائنات أخرى بحرية وغير بحرية.
جدير بالذكر، أن الفنان جميل شفيق بالرغم من دراسته للتصوير إلا أنه فضل الرسم بالحبر، وقد عمل رساما صحفيا، وهو عضو بنقابة الفنانين التشكيليين، وعضو بأتيليه القاهرة للكتاب والفنانين، وعرضت أعماله فى مصر وخارجها، وشارك فى بينالى الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط وحصل على جائزة لجنة التحكيم فى الرسم عام 1994.
وعن أعمال جميل شفيق، قال الناقد الفنى د. ياسر مُنجى إنه رسّخ لنفسه مكانةً مرصودة، سواءٌ بين أبناء جيله، أو مَن سبقوه، أو جاءوا فى أعقابه، ممن مَلَك عليهم البحر أمرَ رؤاهم الإبداعية من فنانى مصر... وخلال هذه الرحلة العارمة المُضنِية من الإنتاج الإبداعى الحثيث، ظل "شفيق" مُخلِصاً لخامته الأثيرة، الحِبر الصينى، ومفتوناً بأداتِه الأرشق، سن الريشة المعدنية، مُسجلاً بهما على الورق فرائد رؤاه، وحصاد حرثه لأعماق الماء الخالد المَرّةَ تلو المَرّة... غير أن "جميل شفيق" يُطِلُّ علينا هذه المَرّة بِوَصْفِه نحّاتاً, مزيحاً عن أنامله رهافة الريشة المُخربِشة على استحياء، مُستَبدِلاً إياها بالأزاميل والمطارق، ليباغتنا بلُقيةٍ جديدة من لُقياته المائية، لا تتوقف فقط عند حدود استلهام عوالم هذا الرحم البدائى الهائل، بل تتحقق فيها مادةً وموضوعاً شروط اللُقية البحرية والطَرْحة النهرية؛ ذاك لأن جميل شفيق" قد جَبَل منحوتاته تلك من مجموعةٍ من الأخشاب، قذف بها الماءُ بين يديه فى مناسباتٍ شتّى، ربما يكون هو قد تتَبَّعها قصداً فى مواضع التقاءٍ لليابسة بالماء، وربما يكون قد اعتمد فى التقاطها على حَدْسٍ باطنيٍّ... "
وأضاف الفنان محمد طلعت "مدير القاعة"،: "إن أهمية هذا العرض تكمن فى أنه ليس فقط تجربة إبداعية متفردة لفنان وأستاذ كبير لطالما تحظى معارضه باهتمام لافت من قبل الفنانين، والنقاد، وبأكبر نسبة مشاهدة من جمهور مولع بإنتاجه الفنى رفيع المستوى.. ولكن كونه أيضاً محرضاً لمُخيلة الفنانين، والمبدعين، لصبغ أغوار البحر بغموضه وأسراره، حيث عوالم السحر والجمال والهواجس والخيالات الفريدة، يبوح لهم ويبوحون له فتتكشف لنا تلك الصورة الجمالية لهذا العالم الآسر بخصوصيته، وتتفتح أمامنا مختصين وجمهور آفاق جديدة رحبة لعالم مازال محتفظاً ببكورته مُتحدياً تغولات الإنسان بإيجابياتها وسلبياتها على كل شئ، إلا أنها فى النهاية تُفقده تلك الحالة البكر التى صرنا نبحث عنا بلهفة وولعٍ عظيم فيما حولنا..."
جدير بالذكر، أن المعرض سيضم 31 عملا للنحت على الخشب و13 لوحة رسومات بالأبيض والأسود، ويستمر عرض هذه التجربة الفنية الهامة حتى 14 ديسمبر2013.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة