إسراء عبد الفتاح

ابتعدوا عن «إخوان الجامعات»

الجمعة، 20 ديسمبر 2013 09:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبعث بهذه الجملة إلى الطلاب غير المنتمين لجماعة الإخوان، وأقصد منها ألا يشاركوهم فى فعالياتهم التى يؤمرون بها من قبل قيادتهم، حيث إن الفوضى فى الجامعات هى السلاح الأخير لهذه الجماعة الفاشية الآن، ظنا منهم أنه بهذه الوسيلة سيدمرون الدولة ويوقفون مسيرة التعليم وتغلق الجامعات، خاصة بعد قرب إقرار دستور توافقى للبلاد، فلم يعد لديهم إلا الشباب صغار السن قليل الخبرة الذى من السهل أن ينساق لأوامرهم بدون إعمال العقل نهائيا، فلا أتخيل أن إشعال الفوضى ووقف خريطة الطريق ومسيرة التعليم هو هدف أى طلاب آخرين فى الجامعات، فأعلم أن الغالبية منهم لهم أهداف نبيلة فى نضالهم، ولكن لن يستطعوا أن يحققوا منها شيئا عندما يذوبون داخل فوضى إخوان الجامعات.. رسالتى لهم أن يختاروا الوقت والآلية لمطالبهم المشروعة، حتى وإن اختلفنا مع القليل أو الكثير منها حتى يكون لهم الإطار النضالى السلمى غير القابل للاختراق من جماعة فاشية.

دعونى أنقل لكم خبرات قليلة وبسيطة لعل وعسى أن تستفيدوا من تجاربنا وأخطائنا فنحن بشر نخطئ ونتعلم، وليس عيبا أن تخطئ، ولكن العيب أن تكرر الخطأ وأنت تعلم أنه خطأ. فى يوم 28 يناير يوم جمعة الغضب يوم قرر الإخوان أن ينضموا لنا عندما وجدوا أننا نجحنا بعض الشىء واجتذبنا الكثير من الشعب للمشاركة، كانت آليتنا مختلفة، وآليتهم مختلفة ولم يتضح ذلك إلا بعد ثلاث سنوات، 25 يناير كان فى منتهى السلمية، لم تحرق مبان، ولم تفتح سجون، ولم يهرب مساجين، ولكن حدث ذلك يوم أن أعلن الإخوان انضمامهم لنا فى جمعة الغضب، ولم نعلم وقتها من بالتحديد قام بذلك وأخذنا نتساءل من فعل ذلك، فلم تكن هذه وسائلنا، ولم يكن هذا هدفنا مطلقا، وعرفنا من فعل ذلك عندما سقطوا فى 3 يوليو، وهددوا بحرق البلد إن لم يعد مرسيهم.. فهذه آليتهم وتلك آليتنا، هدفنا من ثورتنا «عيش حرية عدالة اجتماعية»، وهدفهم كان سلطة، كرسى، مناصب، سيطرة، أخونة.. أعلم أن الطلاب دون الجماعة هدفهم هو هدف الثورة، ولكن «طلاب الجماعات» هدفهم تدمير الدولة بعد ضياع الحكم.. وشتان بين الهدفين!!

أما عن آليات طلاب الجامعات دون الإخوان فقد تكون مظاهرات وقفات احتجاجية مسيرات سلمية، أما عن آليات إخوان الجامعات التى أرى أنها لم ولن تكون يوماً آليات الطلاب الآخرين، فهى «كما تنقل لنا بالصوت والصورة وسائل الإعلام» الفتك وضرب رجال أمن الجامعات، الاعتداء على عمداء الكليات وحبسهم فى الحمام، ونزع حجاب بعضهم وتصويرهم بعد ذلك، اقتحام الجامعات وكتابة العبارات المشينة والسب والقذف على الجدران، قطع الطرق، منع بعض الطلاب من الدخول، غلق الكليات بالجنازير.. هل ترضون على أنفسكم أن تنتهجوا هذا النهج للوصول لمطالبكم أو أهدافكم، أرجوكم أعملوا العقل واختاروا السلمية فى النضال.

وهنا لا أستطيع أن ألوم فقط طلاب الجامعات دون الإخوان، ولكن هناك لوم وعتاب على أساتذة الجامعة وعلى أولياء أمور هؤلاء الطلاب وعلى المجتمع المدنى الذى لابد أن يكون له دور فى تنمية وعى هؤلاء الطلاب وحمايتهم من أن يقعوا فريسة لجماعة فاشية تستغلهم لتحقيق أهدافها، فمنهم من فتح أعينه على الثورة فقط كنهج للتغيير، ولكن لابد أن تقولوا لهم وتنصحوهم أن الثورة وسيلة للتغيير وليست هدفا فى حد ذاتها حتى لا يحدث لهم مثلما حدث معنا من استغلال وركوب الإخوان على ثورتنا من قبل والذى أوجب علينا أن يكون هناك ثورة تصحيح أخرى فى 30 يونيو حتى نصحح مسار ثورة عظيمة اختطفها الإخوان.

أرجوكم أيها الطلاب قد لا يسعفكم الوقت لثورات تصحيح وقد لا يكون مهيأ لكم المناخ السياسى لتتنصلوا من أفعال جماعات إرهابية بعد أن يجعلكم أداة لتحقيق أهدافهم غير النبيلة، أيها الطلاب.. حددوا أهدافكم.. نقوا صفوفكم.. اختاروا آليتكم.. قرروا الوقت المناسب لنضالكم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة