مشهد من الماضى:
أنت تكره أحمد المغير.. تشعر بالغثيان والقرف منه ومن تصرفاته وأفكاره.. صح؟!!، وقطعا تعرف أن هذا الكيان المترهل فكريا وعقليا فوق ترهله الدهنى، لم يترك خصما لمحمد مرسى أو مكتب الإرشاد إلا وهدده وحرض ضده، ثم انتهى به المطاف مضروبا «قفا» و«شلوت» حريمى هو والديكور المعروف باسم عمرو عبدالهادى عضو جبهة الضمير، حينما حاولا اقتحام اعتصام وزارة الثقافة.
المغير الآن أصبح جزءا من الماضى، ولم يعد يمثل مشكلة، سوى احتلاله مساحات واسعة من الحيز الفراغى، وإن عاجلا أو آجلا سيدفع ثمن تحريضه على العنف، وقبل ذلك ثمن إفساد الذوق العام بما أذاعه على اليوتيوب وأسماه برنامجا كوميديا.
وإذا اختفى المغير، فكلنا المغير!!
المشكلة الحقيقية ليست فى اختفاء المغير، بل فى الاكتشاف الاجتماعى المذهل الذى أكد لنا أن المغير لم يكن مجرد اسم لشاب إخوانى، أو جسد مترهل تستخدمه الجماعة فى بعض الألعاب الصبيانية، بل أسلوب حياة، نطفة صغيرة اسمها «المغير» تسكن داخل عدد كبير من الرموز والنشطاء السياسيين والإعلاميين، وتنقل لهم خصائص «المغير» الدهنية والفكرية ويهددون ويشمتون ويحرضون، تحت شعار الدفاع عن الدين والوطن والحق.
حاضر مقتبس من الماضى:
راجع أداء عدد كبير من الرموز السياسية والنشطاء والإعلاميين وتعليقاتهم على تجاوزات وزارة الداخلية، بداية من كارثة مقتل 36 معتقلا داخل سيارة الترحيلات، ومرورا باعتقال البنات بتهمة رفع بلالين عليها شعار رابعة، وانتهاء بالاقتحام غير المفهوم والمفرط فى قوته لمركز حقوقى يدافع عن العمال، ثم راجع الألفاظ التى يستخدمها نفس النشطاء والسياسين لوصف الدستور الحالى، وستكتشف أن أحدهم لا يختلف كثيرا عن «المغير» حينما خرج هو وقيادات الإخوان، يلقون قصائد الشعر فى وزارة الداخلية لمجرد أنها أصبحت أداة فى يد سلطتهم، وقمعت المتظاهرين أمام المقطم، وفشلت فى حمايتهم من شباب الإخوان، واقتحمت المراكز الحقوقية المناهضة للإخوان، قال المغير وقتها: «دور قوات الشرطة والأمن من إمبارح دور مشرف جدا ومحترف جدا، والوزير يعتبر قدم كده أوراق اعتماده، وأنا أدعو تانى لتسليحهم التسليح الكافى، والسماح بتطبيق الكود الدولى فى التعامل مع حالات الشغب اللى بيبدأ بالتحذير وبينتهى بالضرب فى مقتل».
من أجل مصلحته ومصلحة جماعته، أقر «المغير» بواقع جديد يقول بتشجيع الداخلية على قتل المتظاهرين، وضربهم، وأتبعه صفوت حجازى والبلتاجى فى التأكيد على ذلك، دون أن يدرى أى منهم أن الأيام التى تتقلب بين يدى الرحمن عز وجل، ستدور وتأتى باليوم الذى تستعمل فيه الداخلية المبدأ الذى أقره قيادات الإخوان، والسلاح والتعزيزات التى هرول مرسى بدعم الداخلية بها، بدلا من الإنفاق على الغلابة فى الشارع.
اليوم ياعزيزى أنت تفعل ذلك، ترفع شعار غض الطرف عن بعض أخطاء السلطة، لأنها لا تمسك، ولا تضرك، ولكن الدنيا دوارة أو كما المرجيحة يوم تحت ويوم فوق، كما تقول الأغنية الشعبية الشهيرة التى تدندن بها بينك وبين نفسك فى الحمام، وما تعتبره أنت من تغاضى عن أخطاء من أجل المصلحة العامة، ومرور هادئ للمرحلة الانتقالية، تعتبره السلطة رضا بإقرار واقع جديد، حقا مكتسبا ستمارسه ضدك فى المستقبل القريب، ترتضى أنت اليوم إفراطا فى العنف فى مواجهة خصمك، أو تضييقا على الحريات لمواجهة خصمك، تعتبر السلطة تراضيك هذا خضوعا وموافقة على اعتماد المبدأ فى المستقبل، طالما يمنح الشارع الهدوء، ماتعتبره أنت غضا للطرف لإعانة السلطة على مهامها الصعبة فى مواجهة الإخوان تعتبره السلطة شماعة تعلق عليها خيبتها وفشلها، بحيث كلما سألنا السلطة أين ماوعدتمونا به، ردوا علينا: الظروف لا تسمح والإخوان بيعملوا مظاهرات؟
تشجع الداخلية على التمادى، وتقهر كل صوت يخرج ليحذر الداخلية من الإفراط فى العنف، دون أن تدرى أنك لو تحولت فى يوم ما لتكون مثل المغير، فسوف تنتهى نهاية المغير وجماعته.
عزيزى المواطن المصرى، أيا كان لونك السياسى.. لا تشجع أحدا على التمادى فى قهر خصومك أو تبرير أخطائه تحت مظلة الظروف السياسية المرتبكة، حتى لا تتحول دون أن تدرى إلى «مغير» أو «بلتاجى» آخر، ومن أصبح كالمغير وجماعته فلن يجد سوى نهاية المغير وجماعته.
الملخص:
رغبتك فى العدل لابد أن تكون أعلى من رغبتك فى الانتقام.. رغبتك فى مصر واجب أن تكون أقوى من رغبتك فى السيطرة على مصر.. فاهمنى انت طبعا!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة