عادل السنهورى

إنهم يحرقون جامعة القاهرة

السبت، 21 ديسمبر 2013 10:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل شاهدتم مشهد حريق مبنى الأمن الإدارى بجوار البوابة الرئيسية لجامعة القاهرة العريقة؟ هل رأيتم الوجوه القبيحة التى تحرق المبنى الأثرى وبداخله موظفو أمن الجامعة؟

هل سأل أحد فينا الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة ماذا أنت فاعل بهؤلاء وهل ستغض الطرف عن حسابهم وعقابهم حتى لا تكون أنت أول رئيس لجامعة القاهرة تحرق أمامه مبانيها الأثرية الشاهدة على أنبل معركة وطنية فى أوائل القرن العشرين لإنشاء جامعة تنهض بالبلاد فى كل مناحى الحياة وتحقيق الحلم الذى راود خيال المصريين لتأسيس جامعة تكون منارة للفكر الحر ومئذنة للتنوير وأساسا للنهضة العلمية؟.

هل ترضى يا دكتور جابر أول رئيس لجامعة القاهرة يضيع على يديك وفى ظل رئاستك تراث الحركة الوطنية المصرية التى قادها نخبة من قادة العمل الوطنى ورواد حركة التنوير والفكر الاجتماعى فى مصر أمثال محمد عبده، ومصطفى كامل، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وسعد زغلول، لبناء الجامعة المصرية وخاضت معركة شعبية شرسة ضد الاحتلال الإنجليزى لتحقيق أمل وحلم المصريين؟.

هؤلاء الذين قاموا بحرق مبنى أثرى بجامعة القاهرة هم أنصار التخلف ودعاة الجهل والظلام الفكرى وأعداء التنوير والفكر الحر الذى تمثله جامعة القاهرة، الجامعة المصرية أو جامعة فؤاد الأول سابقًا، ثانى أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربيا بعد جامعة الأزهر وجامعة القرويين بتونس. هؤلاء يحاولون طمس تاريخ مجيد لم يشاركوا فيه سوى بالقتل والإرهاب والدم، ليس لهم إسهام فيه من قريب أو بعيد لذلك يحاولون حرقه دون وازع من أخلاق أو رادع من دين يحث على التسامح والعفو والنهى عن القتل والحرق، ودون حسم من رئيس جامعة لن يسامحه التاريخ على ما يحدث ضد جامعة القاهرة فى عهده.

لم يجرؤ اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى فى مصر على حرق الجامعة لإجهاض حلم المصريين مثلما تفعل الآن جماعة الإرهاب والحقد، حارب المشروع بكل ما أوتى من قوة لأنه أدرك أن إنشاء جامعة فى مصر يعنى إيجاد طبقة مثقفة من المصريين تدرك أن الاستقلال ليس مجرد تحرير الأرض، وإنما هو تحرير الشخصية المصرية. وعلى الرغم من ذلك لم يحرض أتباعه على «البلطجة» و«الاعتداء بالشوم والمولوتوف والأسلحة البيضاء» ضد رموز الحركة الوطنية فى مصر وحرق منازلهم.

سوف تبقى جامعة القاهرة ويبقى إشعاعها الثقافى والعلمى وسوف يذهب «دعاة التخلف والظلام» إلى مزبلة التاريخ.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة