من وظائف هيئة الاستعلامات تقديم صورة مصر إلى الرأى العام العالمى، وشرح سياسات الدولة فى السياسة والثقافة والاقتصاد، وتنظيم عمل المراسلين الجانب، وهى المهام التى فشل فى القيام بها السفير أمجد عبدالغفار عن جدارة فى الشهور القليلة «الصعبة» التى تولى فيها المسؤولية، تقدم باستقالته إلى رئيس الجمهورية الأربعاء الماضى، ليس بسبب تفوق الإخوان عليه خارجيا، ولكن بسبب خطأ لغوى وصورة لفتاة إيرلندية فى اللوحات الدعائية المصاحبة لمؤتمر عمرو موسى حول مشروع الدستور الجديد، قال فى بيان الاستقالة أن فترة رئاسته القليلة حسن من أداء الهيئة بنسبة %70، وإنه مقاتل، وإذا طلب الرئيس الاستمرار فى منصبه فسيفعل، هيئة الاستعلامات فى ورطة منذ نهاية السبعينيات، ربما بسبب البيروقراطية وغياب الرؤية وتضارب الاختصاصات ووضع الكفاءات فى الثلاجة.
وأيضا بسبب غياب الأمانة عند اختيار الملحقين الإعلاميين فى معظم سفاراتنا فى الخارج، أين الهيئة من موضوع سد النهضة الإثيوبى؟ أين هى من الأكاذيب التى يصورها الإعلام الغربى عن الاقتتال الداخلى؟ وما هو دورها فى نقل صورة المعارك الضارية التى تخوضها مصر ضد الإرهاب فى سيناء؟ هل روجت لمبدعينا فى شتى المجالات لكى يعرف العالم ثقلنا الثقافى ووقوف المثقفين والمبدعين مع الدولة فى المعركة الكبرى ضد الظلام؟ معظم المراسلين الجانب من الشباب الذين لا يعرفون عن مصر غير ما يقدمه إعلام بلادهم المنحاز، لا يعرفون لغة الشارع ولا يعرفون تاريخ الصراع الدائر، وبالتالى يرسلون تقارير تتسق مع الصورة التى رسمها أعداء الموجة الثانية من ثورة يناير عن مصر، ربما يكون عبدالغفار دبلوماسيا مرموقا، ولكن هذا المكان فى حاجة إلى أكثر من ذلك، وعلى السيد رئيس الجمهورية أن يقبل الاستقالة وهو مرتاح الضمير.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة