هناك فارق بين المؤامرة، وبين الخيانة، فالمؤمراة عبارة عن مكيدة للقيام بعملٍ معادٍ إزاء حكم أو بلد أو شخص، وأيضا ما يدبره أشخاص فى السر ويصمِمون على تنفيذه ضد شخص أو مؤسسة أو أمن دولة، وأيضا عبارة عن اتِفاق بين شخصين أو أكثر لارتكاب جريمة أو لتحقيق غاية قانونيّة بوسيلة غير شريفة.
أما الخيانة، فهى تندرج تحت عدة أمور، جميعها، مر، وتأتى خيانة الوطن، والارتماء فى أحضان العدو، والتحول إلى جاسوس، فى مقدمة الخيانة العظمى، ثم هناك خيانة الأمانة، والوعد والعهد، والقَسم، ثم الخيانة الزوجية.
إذن الخيانة أقسى مرارة من المؤامرة، وإن كان الأمران هما الأسوأ فى التاريخ البشرى والإنسانى، والرئيس المعزول محمد مرسى، وجماعته خانوا الوطن، فى قضية كتب النائب العام على غلاف ملفها، المحال للمحكمة نصا: أكبر قضية تخابر فى تاريخ مصر.
والفارق بين واقعتين تاريخيتين، حدثتا فى قصر الرئاسة، الأولى كانت مؤامرة قادها حريم الملك رمسيس الثالث فى الأسرة العشرين، وتحديدا فى الفترة من 1183 قبل الميلاد، وحتى 1152 قبل الميلاد، وقضية خيانة وتخابر الرئيس المعزول محمد مرسى بدأت فى 30 يونيو 2012، واستمرت حتى 3 يوليو 2013، لصالح دول ومنظمات ضد بلده التى يحكمها، وأدى يمين القسم «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهورى، وأن احترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه».
ورغم هذه اليمين، فإنه خان الوطن، وشعبه، ووضع يده فى يد منظمات أجنبية، لارتكاب أعمال إرهابية داخل البلاد، وإفشاء أسرار الدفاع عن الوطن لدولة أجنبية، ومن يعملون لمصلحتها وتمويل الإرهاب والتدريب العسكرى بغرض تحقيق حلم التنظيم الدولى، وارتكاب أعمال تؤدى إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها.
كما أن رجال بلاط قصره، عصام الحداد وأحمد عبدالعاطى ورفاعة الطهطاوى وأسعد شيخة ومحيى حامد، قاموا خلال عملهم برئاسة الجمهورية بإفشاء العديد من التقارير السرية المخصصة بالعرض على رئيس الجمهورية وتسريبها إلى قيادات التنظيم الدولى بالخارج وقيادات الحرس الثورى الإيرانى وحركة حماس كمكافأة على تنفيذ تلك العمليات الإرهابية، وما قدمته تلك التنظيمات من مساعدات لصالح جماعة الإخوان بمصر، حتى تولت مقاليد السلطة، وأن عددًا من تلك التقارير تم تسريبها عبر البريد الإلكترونى الخاص برئاسة الجمهورية وبعلم الرئيس المعزول، مما ترتب عليه الإضرار بالأمن القومى. ورغم أن التاريخ الفرعونى ذكر لنا مؤامرة الحريم فى عهد الملك رمسيس الثالث فى الأسرة العشرين، لقتل الملك نزاعا على العرش حيث تسابقت كل من الزوجة الرئيسية «إيزيس»، والزوجة الثانوية «تيا» على أن يخلف ابن كل منهما والده فى الحكم، وسارعت الزوجة «تيا» بالاتفاق مع حريم القصر، للتخلص من الملك، ونجحن فى ذلك إلا إنه اكتشف أمرهن، وتم إعدامهن، ورغم هذه المؤامرة، فإنها تتضاءل وتصل إلى حد التلاشى أمام قضية خيانة مرسى وجماعته، الكبرى، هذه الخيانة التى لا شبيه لها فى تاريخ مصر عبر عصوره المختلفة، والممتدة لآلاف السنين.
ووصلتنا هذه المؤامرة من خلال بردية شهيرة باسم مؤامرة الحريم، والتى تسرد قصة قيام الملكة «تيا» الزوجة الثانوية للملك رمسيس الثالث بتزعم مؤامرة ضد الملك لتنصيب ابنها بنتاؤر ملكا على مصر بدلا من الملك رمسيس الرابع الذى كان هو الأمير الوراثى لأبيه، واشترك فى هذه المؤامرة البعض من حريم القصر والموظفين ورجال الجيش.. وتشير البردية إلى اكتشاف المؤامرة ومحاكمة المتآمرين، وقد حكم على شخص بالقتل وترك 10 أشخاص لقتل أنفسهم ومنهم الأمير بنتاؤر الذى قام بشنق نفسه وهناك أيضا 21 شخصاً تم شنقهم.
ومن واقع هذا السرد، يتبين أن «حريم» الملك رمسيس الثالث «أشرف» وأكثر وطنية، من مرسى وجماعته، ورجال بلاط قصره، الحريم تآمروا فى ظل صراع على السلطة، بينما مرسى ورجال بلاطه، خانوا الوطن، ووضعوا أيديهم فى أيدى جماعات ومنظمات معادية، لقتل المصريين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة