ما يقوم به المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية من الاحتفاء والاحتفال والتكريم لأدباء وشعراء وفنانين ومبدعين يدل على أننا نعيش فى دولة تقدر قيمة العلم والفنون والثقافة والإبداع بشكل عام، وتضعه فى المكانة اللائقة به وتقدر دوره فى النهوض والرقى بالذوق العام والسلوك الإنسانى، فالفن والإبداع هو مرآة أى مجتمع يؤمن بحق بأهمية الثقافة فى بلورة الهوية الحضارية والثقافية لهذا المجتمع وفى الإسهام فى الإنجاز الحضارى والإنسانى لهذا المجتمع وباقى المجتمعات الإنسانية عامة.
الرئيس منصور يدرك من خلال منحه جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية والتفوق فى مجالات الفنون والأداب والعلوم الاجتماعية، ووسام النيل لشخصيات أسهمت فى تاريخ الحركة الوطنية المصرية، أن الدولة التى لا تهتم وتحتفى بمبدعيها وبدرهم الحقيقى فى مشروع النهضة الحقيقية هى دولة لن يوجد لها مكان بين الأمم دون «قوة ناعمة» ترتكز على الفن والإبداع بشتى صوره، وتكريم الدولة لنخبة من أعلام الفن والأدب والشعر والعلوم وحتى السياسة (منح قلادة النيل لاسم الرئيس محمد نجيب وخالد محيى الدين) هو تكريم مستحق وإعادة الاعتبار من جديد للقائمين على الثقافة المصرية الضاربة فى جذور التاريخ الإنسانى والتى شكلت وجدان العالم بأسره من حولها.
إعادة تقليد تكريم الفن والعلم والإبداع مرة أخرى يمنح الأمل فى عودة الوعى للدولة المصرية التى أدركت منذ القدم وفى الخمسينيات والستينيات أهمية ودور الفنانين والأدباء والعلماء فى رسم صورة مصر وقوتها الناعمة فى الشرق والغرب وكانت مصر مصدرًا للإشعاع الحضارى لمن حولها، وكان هذا هو السر فى عبقرية هذه الدولة وتميزها وتفردها الإنسانى منذ آلاف السنين فى نشر العلم والتنوير.
وأعلم أن الرئيس عدلى منصور والفريق عبدالفتاح السيسى لا تفوتهما مناسبة السؤال عن إعلامى أو فنان أو شاعر أو أديب أو عالم تقديراً لدوره وإسهامه فى الحياة الثقافية المصرية، وقد لا يعلم الكثيرون أن الرئيس بادر بالاتصال بالإعلامية القديرة أمال فهمى صاحبة أشهر وأقدم برنامج إذاعى وهو (على الناصية) للاطمئنان على صحتها بعد أن تعرضت لوعكة صحية مؤخراً أثناء تواجدها بمبنى الإذاعة والتليفزيون وترقد الآن بأحد المستشفيات، وعرض الرئيس علاجها على حساب الدولة ولكنها اعتذرت بنبل معروفة به، وأرسل لها الفريق السيسى مندوبًا عنه للاطمئنان عليها.
هذه هى الروح التى نريد أن تعود مرة أخرى إلى الدولة وقادتها لإعادة الاعتبار للفن والعلم مرة أخرى والإيمان بدورهما فى صياغة دور مصر فى الداخل والخارج.