حسنًا فعلت حكومة الدكتور حازم الببلاوى حين أعلنت أمس أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية، وأن قانون العقوبات سيطبق على أعضائها أو المتعاطفين معها. أقول حسنًا.. فجرائم الترويع والتهديد والقتل التى شهدناها فى الأشهر الأخيرة يجب أن تتصدى لها أجهزة الأمن بقوة وحزم، فيقدم المتهمون إلى القضاء الذى ينبغى أن يسرع فى إصدار الأحكام، لكن جماعة الإخوان ليست تنظيمًا إرهابيًا فحسب، بل فكرة تتغلغل فى عقول الآلاف، صحيح أنها فكرة فاسدة يعتنقها أناس لم يقرأوا التاريخ ولم يفهموا الجغرافيا ولا يعرفون من الإسلام إلا قشوره.. كل هذا صحيح، لكن المؤمنين بهذه الفكرة يعتقدون أن الجماعة هى الممثل الشرعى الوحيد باسم الإسلام "ألم يطلق حسن البنا على جماعته اسم "الإخوان المسلمين"، وكأن من لم ينضم إلى هذه الجماعة بات من الكافرين؟".
السؤال.. كيف نقضى على جرثومة هذه الفكرة المعطوبة؟
فى البداية علينا البحث عن الأسباب التى جعلت حسن البنا يقدم على تأسيس جماعة الإخوان وعمره لا يتجاوز 22 عامًا فقط "هو من مواليد 1906" وهل للاحتلال الإنجليزى دور فى تأسيس الجماعة، فقد ذكر عباس العقاد أن الإنجليز منحوا حسن البنا 500 جنيه عند التأسيس، وهو مبلغ ضخم جدًا بمقاييس العصر؟ فماذا كان هدف الإنجليز من ذلك؟ ثم ما العوامل التى دفعت الآلاف طوال 85 سنة إلى الانضواء تحت راية هذه الجماعة، فيدافعون عنها باستماته ويتباهون لكونهم أعضاء فيها منذ أيام قليلة جدًا سمعت صحفيًا يقول بالنص: "أنا إخوانى وأفتخر"؟
لا ريب عندى فى أن البيئة الفقيرة تعد مرتعًا خصبًا لانتشار ميكروب الإخوان، وبنظرة سريعة سنكتشف عن أن الكثافة الإخوانية تتركز فى المناطق المزدحمة المحرومة من الخدمات، والتى يكابد أهلها الأمرين فى الحصول على متطلبات الحياة، وقد أجرم كل من نظامى السادات ومبارك طوال أربعين سنة حين تركوا الملايين يصارعون الفقر، بينما الثروات الطائلة تتراكم فى جيوب حفنة قليلة من المسئولين والوزراء ورجال الأعمال الفاسدين، لكن يتعجب المرء حين يجد أطباء ومحامين ومهندسين وقضاء وصحفيين ورجال أعمال ضمن أعضاء الجماعة، وكلهم ميسور الحال بشكل أو آخر، فكيف نفسر انضمام هؤلاء إلى عضوية جماعة ضيقة الأفق؟
هنا يأتى دور الثقافة، فالطبيب أو المهندس أو المحامى أو حتى القاضى الذى يقبل الانتماء إلى الإخوان هو شخص منقطع الصلة بالثقافة والمعرفة، وكل معلوماته منحصرة فى مهنته وتخصصه، فقد يكون طبيبًا ناجحًا أو مهندسًا مرموقاً يعرف خبايا مهنته وأسرارها، لكنه لم يقرأ كتابًا آخر فى أى من فروع المعرفة وما أكثرها! وقد قنع من الثقافة بالاطلاع على كتاب دينى بسيط وحفظ بعض آيات القرآن الكريم!
إذا فتحت حوارًا مع واحد من هؤلاء عن تاريخ مصر أو مطامع الدول الكبرى، أو الصراع الطبقي، أو ما دور الفنون والآداب فى تطوير الإنسان.. أو أو.. فلن تجد أمامك إلا عقلاً جامدًا لا يفقه شيئًا مما تقول، وحين تسأله لماذا أصبحت الشعوب الإسلامية عالة على الحضارة الحديثة إذ لم تخترع أى شيء نستخدمه فى حياتنا اليومية الآن؟ سيجيبك على الفور بأننا كنا بناة حضارة فى العهد الإسلامى المرموق، وأن نهضة أوروبا بنيت على استلهام تلك الحضارة، فإذا سألته ولماذا تراجعنا الآن؟ فسيخبرك فورًا لأننا تركنا ديننا، وأن "الإسلام هو الحل"، ولن يقول لك، لأنه لا يعرف، أن المصريين هم أكثر شعوب الأرض تدينًا، فقد عرفوا الطريق إلى الله جل علاه قبل نزول الأديان السماوية، وأنهم لا ينتظرون الوجه الدموى للجماعة حتى يعرفوا الله! وبالتالى تسقط مقولة إننا تركنا ديننا هذه، ويجب البحث عن أسباب أخرى تفسر تراجعنا المريع.
عود على بدء.. الحكومة أعلنت الإخوان جماعة إرهابية، لكن المشوار طويل حتى نقضى على جرثومة الفكرة الإخوانية، فليس بالأمن وحده تنتصر الشعوب، لذا ليس أمامنا سوى العمل فورًا على تحقيق قدر معقول من العدل الاجتماعى، وتطوير التعليم وتحريره من الفكر المتخلف، وإشاعة فضيلة الثقافة بين الناس وتشجيعهم على حب المعرفة, إذا تم ذلك، فلن تصبح جماعة الإخوان جماعة إرهابية، لأنها لن يكون لها وجود أصلاً!
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الشىء العجيب - لماذا تقاعس النظام فى محاربة الفقر والجهل ونشر العلم والمعرفه والحقيقه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الاخوان فى الحقيقه عصا يتكىء عليها النظام الفاسد وقت الضروره ومن هنا تبدأ لغة المصالح
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الاخوان جماعه ارهابيه منذ نشأتها فهى دوله اخرى تقرر وتخطط وتنفذ دون اى اعتبار للنظام
دون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ثورة يونيو ما هى الا انقلاب شعبى على الاخوان لسرقتهم ثورة يناير والعمل ضد اهدافها ومبادئها
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
وناتى الى سؤالك - ماذا بعد - فى تصورى الشخصى البدايه تكون بعزل الدين تماما عن السياسه
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد صعيدى
تسأل . وماذا بعد ؟؟؟؟ والجواب معروف منذ عشرات السنين وهو تجفيف منابع الارهاب
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
لاتسألنى عن حقوق الإنسان
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الصعيد
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس /جمال عبد الناصر
الحل الوحيد