سهير جودة

مين يشترى الحزن منى؟

الجمعة، 27 ديسمبر 2013 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عام يمضى.. عام يجىء.. وتبقى الأعوام مجرد رقم، ولكن العام كما الحلم يجىء ولا يجىء.. ويبقى الحلم على قائمة ترقب الوصول، الحزن يأتى ويدخل من صالة كبار الزوار، يعلن دولته ويبنى مستوطناته ويضع استرتيجيته، نواجه الحزن بالاستسلام وبأضعف الإيمان، كأننا نعشق كل عدو وكل ديكتاتور وكل طاغية، ونجاح الاستبداد بضعف شعبه وليست بقوته، فى دولة الحزن لا صوت يعلو على صوت التأجيل ثم التأجيل ثم تأجيل التأجيل، ثم التوقف لدراسة القضاء على التأجيل، وتنتهى الدراسات إلى لجان تقصى حقائق، وتبدأ دورة جديدة من دورات التأجيل، وكأن التأجيل منهج حياة، لتبقى مؤجلة مدى الحياة.. مواطنو دولة الحزن يعلنون لأنفسهم وللآخرين غدًا سأفعل.. غدا سيجىء، وتمر الساعات والأيام والشهور، والغد لا يجىء بعد.. وكيف سيأتى الغد ومتى؟ تساؤلات كائنات دولة الحزن بلا إجابة، فهم خارج التوقيت وكأنهم مغرمون بعدم التمرد على الحزن وليست فى خطتهم الاجتهاد والخروج من هذا الأسر، فصاحة الحزن لديها مبررات.. الحزن سمو ورقى، والمؤمن مصاب بالحزن ولا يرى هؤلاء الأسرى أن الحزن ابتلاء، وأنه سارق الأيام.. الحزن يبقينا على قيد الانتظار خارج نص الحياة، يبقينا على حدود الحلم دون امتلاكه، وما نيل الأحلام بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، مواطنو دولة الحزن جادون فيه فقط، ولا يجيدون سوى الانتظار بيأس وتسيلم أنفسهم له والاستسلام للإحباط، وينفقون كل العمر فى انتظار ما لا يجىء.
سيادة العام الجديد.. أنت فقط، للجادين فى اقتناص التفوق، للعاملين فى حقول العلم، للبنائيين، للمتحققين، لمن لا يكف عن المحاولة، لمن لا يستمتع إلا بالمزيد من النجاح والتقدم، لمن يجتهد لتطوير أدواته، لمن لا يتاجرون بالدين ويرفعون شعارات كاذبة.. سيادة العام الجديد.. أنت لن تكون من لا يفعل إلا الشر، لمن لا يصدر سوى الخراب، ولمن لا يستورد إلا الإرهاب، وللمتخمين بالحقد والنظر إلى ما يملك الآخرون، لمن تسيطر عليه شهوة السلطة، لمن يختم جواز بقائه بختم الاستسلام ويوهم نفسه بأن الاستسلام قناعة والقناعة رضا، العام الجديد لمن يريد، ولمن يستحق.. ومين يشترى الحزن منى؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة