جاء فى السنة النبوية الشريفة «كل المسلم على المسلم حرام...» وكلمة كل تعنى الشمول، وقال سيد الخلق أجمعين عليه الصلاة والسلام: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده»، ويذكر الحديث كلمة «الناس»، وهى تعنى شمول الخلق كلهم، مسلم وغير المسلم. وجاء فى السنة الشريفة أيضا «من رفع علينا السلاح ليس منا»، وجاء فى القرآن: «فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِين» وجاء فى السنة أيضا: لا تغدروا ولا تمثلوا، هذا عهد الله إليكم وسنته فيكم، وجاء فى السيرة أن أبا مسعود الأنصارى - رضى الله عنه - كان يضرب غلاما له، وأخذ الغلام يقول «أعوذ بالله» و«أعوذ برسول الله» فسمع أبو مسعود الأنصارى من خلفه صوت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: «اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام».. إن المسلم لابد أن يدرك أن الله سبحانه وتعالى عدل، وأن الله العزيز القدير يراه، وسوف يحاسبه على كل صغيرة وكبيرة ظاهرة أو باطنة، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى قد حرم الظلم على نفسه.
وقد عاتب الرسول صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد، كما فى حديث أسامة بن زيد رضى الله عنهما، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه، قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصارى عنه فطعنته برمحى حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبى صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟!» قلت كان متعوذا فما زال يكررها، حتى تمنيت أنى لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم، وقتل المؤمن يعد من أكبر الكبائر قال تعالى: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً»، المسلم سلام وعطاء ورحمة لا يقتل ولا يعذب بل يرحم حتى يرحم والله يرحم الراحمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة