لماذا جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية؟ لا يحتاج خبراء الإرهاب، من الإرهابيين القدامى والمعتزلين، إلى التنجيم أو "الباراسيكولجى" الذى يعنى بدراسة خوارق اللاشعور والغيبيات الذى يستعين به جهاز المباحث الفيدرالية الأمريكية وكذلك مخابرات الاتحاد السوفيتى سابقا فى الكشف عن الجرائم الإرهابية المنظمة، أو حتى مدام "بلاتافيسكى" العرافة لتحضير الأرواح الطيبة أو الشريرة، لمعرفة من هو الذى يفجر الوطن ويقتل أبناءه، ببساطة الذى يفجر الوطن هو "جماعة سرية إرهابية" من تلك الجماعات السرية التى تمارس القتل والتفجير للحصول على مكاسب سياسية.
ويعرف خبراء الإرهاب أن كل "فرد" هو "جماعة سرية" بالنسبة لنفسه، ولا مجال لإنكار بأن الإنسان فى حاجة أساسية للسرية، فالإعجاب بالسرية شىء كامن فى النفس البشرية، ولا يوجد مجتمع على ظهر الأرض لم تنشأ بداخله "جماعة سرية" تمارس طقوسا سرية، لاهوتية فى الغالب، أو جماعات سرية سياسية، فالجماعات السرية تختلف عن بعضها نظرا لظروف كل مجتمع، ولكن أكثرها خطرا على المجتمعات هى الجماعات السرية السياسية، وهنا يجب على المجتمع، أى مجتمع، أن يتعامل مع "الجماعة السرية السياسية" بـ"الظاهر" وليس بـ"الكامن" أى بالأدلة الظاهرية وليس بالأدلة الداخلية.
وبالطبع.. فإن هذه الجماعات السرية تعتمد معايير محددة للانضمام إليها، بحيث تقبل بمقتضى هذه المعايير كل من ينضم إليها، وحتى يستطيع خبراء الإرهاب معرفة حقيقة هذه الجمعيات السرية، فإنهم يلجأون لتطبيق هذه المعايير على طبيعة نتيجة عمل هذه الجمعيات، فالجمعيات السرية السياسية التى تعتمد التفجيرات والقتل والإرهاب تعتمد معيارا أساسيا للانضمام لها أن يكون أعضاؤها من "الذكور" للقيادة وتنفيذ العمليات العسكرية، غير أنها تكون فى كل الأحوال فى حاجة إلى غطاء "أنثوى" أو لأعضاء من "الإناث"، لتنفيذ بعض المهمات المحددة التى يمكن أن يقوم بها العضو "الأنثى"، فالمؤامرات السياسية المتطرفة لا بد لها من "جمعيات نسائية فرعية علنية" تكون مرتبطة بها وتحركها فى أوقات الحاجة، وهنا يستطيع خبراء الإرهاب تحديد "الجماعة السرية السياسية الإرهابية" إذا ما بدأت فى استخدام "الجمعيات النسائية الفرعية"، كما يمكن تصنيف "الجماعة السرية الإرهابية" بفحص الأغراض المعلنة، وما تقوم به فى العلن باستخدامها الـ"جمعيات الفرعية العلنية"، سواء أكانت "نسائية" أو مختلطة.
وتستخدم هذه "الجماعات السرية الإرهابية" لخداع الجماعات الفرعية والمجتمع بأسره ألقابا رنانة لقادتها، فتجد ألقابا مثل: "المستشار القائد - شجرة الأرز العالية السامقة - الشيخ الصنديد - المرشد الحكيم"... وغيرها من هذه الألقاب، مع خلق قصة خاصة عن تاريخ نشأتها من أجل خلق صورة ذهنية لإعطاء انطباع عام بعراقة هذه الجمعية التى من الممكن أن تكون قد نشأت فى ظروف ما تحت وطأة الاستعمار، لكن هذه الجمعية تعيد تشكيلها مرة أخرى كى تلائم التغير فى الواقع الذى تعيشه وتبعا لأهدافها المحددة، ولكن القسم الذى يقسمه العضو الجديد سوف يبقى دائما ثابتا وبلا تغيير ما، وسوف يبقى تكتيك نشر التمرد عبر "الجمعيات الفرعية العلنية" لنشر واسع لعملية التحقير والحط من قدر أعدائهم واستنكار للقوانين التى يضعها المجتمع لمعاقبتهم بمثابة معيار حقيقى للدلالة على حقيقة "الجماعة السرية الإرهابية"، وسوف يبقى "الإرهاب" فى التعريف الجوهرى له أنه: "فعل رمزى يتم لإحداث تأثير سياسى بوسائل غير معتادة مستلزما استعمال العنف والتهديد"، وبمراجعة كل ما قلناه سابقا باختصار شديد وطبقنا تلك المعايير التى يحددها خبراء الإرهاب عن "الجماعة السرية الإرهابية"، إذا طبقنا تلك المعايير على "جماعة الإخوان المسلمين" فسوف نعرف الإجابة عن السؤال الذى طرحناه فى البداية، فلسنا فى حاجة مطلقا لأى أدلة غير الأدلة الظاهرية، وأن أى محاولة للبحث عن أدلة أخرى هو نوع من التسويف والمماطلة والخداع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة