قد يعتقد البعض أن نية جماعة الإخوان المفضوحة لاغتيال الفريق عبدالفتاح السيسى، جاءت كرد فعل على انحياز السيسى للشعب عقب مظاهرات الغضب فى 30 يونيو، والتى ساهمت فى عزل الرئيس الفاشل محمد مرسى، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، فجماعة الإخوان الإرهابية خططت لمؤامرة كبرى، كانت ستنفذ ضد الفريق السيسى وعدد من قيادات الجيش والمخابرات، وذلك بعد يوم واحد من تصريحات السيسى فى نادى الجلاء، عندما خرج الفريق بتصريحات نارية - أمام عدد من قيادات الجيش والشخصيات العامة والفنية - محذراً ومتوعداً لمن يمس الأمن القومى المصرى، وأمهل الفريق الطرفين المتخاصمين أسبوعا يصلان فيه إلى تسوية سياسية، هذا التحذير الذى جاء قبل 12 يوماً من انطلاق التظاهرات فى 30 يونيو، وفى وقت كانت المؤشرات تتجه إلى أن 30 يونيو لا تتعدى المظاهرات الضاغطة على النظام لتحقيق إصلاحات دون المساس بالنظام نفسه، حتى وإن كان شعارها سحب الثقة من الرئيس.
دعوة السيسى حملت إشارة واضحة للنظام، لذلك لاقت قبولاً واسعاً من قوى المعارضة، بينما قوبلت بتحفظ وريبة من مؤسسة الرئاسة، خاصة أهل وعشيرة المعزول، حيث عقد مكتب الإرشاد اجتماعا سريا استمر 7 ساعات، وشهد تحريضاً واضحاً بضرورة التخلص من السيسى من خلال قيام مرسى بتعديل وزارى، وإقاله السيسى من منصبه وتعيينه مستشاراً للرئيس، وهو نفس سيناريو عزل المشير أبوغزالة على يد الرئيس الأسبق مبارك، وفى حالة فشل عزل السيسى، فالبديل هو تنفيذ سيناريو مقتل المشير أحمد بدوى الذى استشهد فى 2 مارس سنة 1981، هو وثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة، عندما سقطت بهم طائرة عمودية، فى منطقة سيوة، بالمنطقة العسكرية الغربية - وقيل وقتها إن الرئيس الراحل أنور السادات هو الذى دبر الحادث- واتفق صقور مكتب الإرشاد على ضرورة التخلص من السيسى قبل 30 يونيو، بعد أن شعروا أن مهلة الأسبوع التى ذكرها السيسى هى تهديد مباشر ليس للمعارضة كما روج قيادات الإخوان، بل اعتبره صقور مكتب الإرشاد تهديدا للرئيس مرسى نفسه، وتم رفع نتائج اجتماع جلسة مكتب الإرشاد إلى مرسى، الذى طلب من الجماعة إرجاء فكرة التخلص من السيسى لما بعد 30 يونيو، حتى لا يحدث بلبلة فى صفوف الجيش، خاصة أن الفريق السيسى له شعبية داخل القوات المسلحة كما أن مرسى طمأن مكتب الإرشاد خاصة المرشد ونائبه خيرت الشاطر بأن السيسى لا يمكن أن ينقلب عليه.
للحديث بقية غداً إن شاء الله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة