الدكتور أحمد محمد كريمة العالم الأزهرى المرموق رجل شجاع، وقام بدور عظيم فى مواجهة «شيوخ الإخوان» وحلفائهم، وكان له حضور قوى ومقنع، ولكنه خذلنى عندما قرأت له أول من أمس مقالا يبرر فيه التطبيع، العالم الجليل خانه التوفيق هذه المرة، وبدا لى أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس (الذى أطلق عليه الشيخ كريمة شيخ المجاهدين) يتواطأ على فلسطين بتوجيهه دعوة إلى أستاذ الشريعة لزيارة القدس والمسجد الأقصى بمباركة إسرائيلية، لماذا لا يسهل عباس دخول الفلسطينيين أولا إلى المسجد الأقصى؟، ولماذا استبعد خيار المقاومة وجاهد من أجل عودة اللاجئين ووقف الاستيطان وتهويد القدس الشريف؟.
وكيف لرجل دين مستنير يساعد أعداء الدين على اختراق الموقف الشعبى الرافض للتطبيع؟، أليست الدعوة لتحرير القدس من المحتل أفضل من زيارتها تحت الاحتلال؟، لماذا لا يقتدى بمرجعيات الأزهر، ويتأمل موقف البابا شنودة من الموضوع؟، الشيخ لا يعرف أن الزيارة تعطى شرعية إضافية للمحتل، ستجعله يتباهى أمام العالم بتسهيله دخول المسلمين المسجد الأقصى.
وفى الجانب الآخر سيتم إحباط المقاومين الذين يعتمدون معنويا على الإجماع المصرى تحديدا ضد التطبيع، الشيخ خلط الأوراق عندما شبه العمرة التى قام بها الرسول إلى البيت الحرام بعد استئذان «الهيمنة القرشية الأصنامية الشركية»، بزيارته المرتقبة، الرسول كان يوحى إليه، وربما كان يعلم من ربه أن ذلك فتح عظيم، ثانيا قريش هم أهل مكة وملاك أرضها التى ولدوا وشبوا فيها، ولم تكن بلدا إسلاميا بعد، وبالتالى زيارة النبى لا تعطى للمشركين شرعية لسيطرتهم على مكة والبيت الحرام، أما الإسرائيليون فليسوا ملاك فلسطين، إلا إذا كان عباس قال لك كلاما آخر.. عيب يا مولانا.