كنت قد توقفت عن كتابة عمودى الأسبوعى بالغراء «اليوم السابع» بعد 30 يونيه الماضى حيث شعرت بحِمل ثقيل وقد نزل من على قلبى بعد سقوط دولة المرشد التى حكمتنا عاما كاملا ضاعت فيه أحلامنا وكادت هويتنا أن تنطمس وتنقشع إلى الأبد.. وفى الواقع واجهت استفسارات عديدة عن سر توقفى عن الكتابة سواء من الأصدقاء أو الزملاء أو القراء حتى ظن البعض أن اليوم السابع قد استغنت عن خدماتى لآرائى ومواقفى السياسية التى انتقدها البعض، وكانت إجابتى دائما بأن توقفى لا يتعدى حيز الراحة والتأمل لكل المستجدات والأوضاع المتلاحقة التى مرت ولا تزال لوقتنا هذا تمر بها مصر.. وجاءت لحظة العودة التى هى من أصعب ما يكون فماذا سأكتب؟ وما هى نقطة البداية؟ أسئلة كثيرة دارت فى ذهنى حتى وجدت الفكرة وعلى الفور اتصلت بالاستاذ خالد صلاح رئيس التحرير لأخبره بأننى سأعاود الكتابة أسبوعيا كل ثلاثاء بإذن الله.
«التاريخ سيحكم بما لنا وما علينا» هكذا قال الرئيس مبارك فى خطابه الأخير قبل تخليه عن السُلطة.. أنا وقتها لم أتصور أبدا أن يحكم التاريخ بهذه السرعة فعادة الحقائق تظهر بعد مرور وقت طويل ولكن مع هذا الرجل الأمر كان مختلفا فبنفس اليوم الذى أمرت فيه النيابة بحبس مرسى العياط كانت المحكمة تخلى سبيل مبارك، وتشاء الظروف أن يرى ويسمع معارضيه بالأمس وهم يترحمون على أيامه اليوم! لقد حذَّر مبارك من الفوضى ولم يلتفت له أحد وقتها وهاهو بيننا اليوم يرى الوطن فى أحلك الظروف. لقد انتقده المعارضون ووصفوه بالتعسف فى معاملته مع التيار الإسلامى وها نحن نعانى من إرهابهم وخيانتهم العظمى للوطن. دارت الأيام واكتشف الشعب أن ما حدث من تغيرات على الساحة كان مؤامرة قذرة من الخارج بالتعاون مع عناصر داخلية كما قال مبارك ولم يصدقه أحد! تساقطت بعض الرموز واكتشف الشعب قبحها من أمثال أيمن نور والبرادعى والقرضاوى وكل الرموز الإخوانية والستة إبريلية وغيرهم بعد أن كانت النبرة فى 2011 أن هؤلاء الأبطال من ضحايا استبداد نظام مبارك! أسقطوا أمن الدولة تحت شعار الحرية والديمقراطية وبعد ترويج الشائعات أن هذا الجهاز يعمل لحساب مبارك ونظامه البائد وها نحن اليوم لا يحمينا من إرهابهم سوى رجال هذا الجهاز الشرفاء بالتعاون مع أجهزة أمنية أخرى. تحالفوا مع أمريكا وإسرائيل وروجوا أن مبارك كان عميلهما!وصفوه بالمخلوع فتنصفه السماء ويُلقب بالرئيس الأسبق بينما المعزول فى السجن وإلى جواره جماعته وبعض العملاء من 6 إبريل. انتهت مساحتى وللحديث بقية الأسبوع القادم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة