قصواء الخلالى

أبيدوهم !!

الأربعاء، 04 ديسمبر 2013 06:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصحفى الكبير المتماسك صاحب القلم العاقل كان ضيفى فى إحدى التغطيات الإخبارية محللا للمشهد، وكان فى البداية يتحدث بكل هدوء عن جماعة الإخوان وعن ضرورة التعامل بحكمة واحتواء الموقف حتى تمر هذه المحنة، وأن الحكومة فشلت فى صناعة المصالحة الوطنية ورأب الصدع وأسهب فى الحديث عن التصرفات التى تجاوزت الحد من الطرفين ولم تحترم قواعد السلم الاجتماعى.

بعدها توقف لحظة ليتابع معى على الهواء مباشرة مشهد من تظاهرات الإخوان وأنصارهم وكان عنيفا إلى درجة كبيرة ثم تطور الأمر لنشاهد الأسلحة تمر على الشاشة مرور الكرام ومطاردة من فى المظاهرة لشخص كان يحمل صورة للفريق أول عبد الفتاح السيسى واحتدم المشهد أكثر ثم تحرك المشهد من أمام الكاميرا ولم نتابع ما تطور إليه بعد ذلك.

فقمت بالعودة إلى ضيفى الوقور الذى كان محمر الوجه والأذن ووجدته يقول بنبرة حادة (أبيدوهم )، توقف عقلى لحظة ثم سألته نبيد من؟ قال هؤلاء يستحقون الإبادة فى ميادين عامة فهؤلاء من المخربين القتلة المفسدين المعتدين يستحقون الإبادة من الواقع المصرى نهائيا.. راجعته فيما يقول بموضوعية وتحدثت معه عن المحاسبة القانونية وغيرها وانتهى اللقاء.

ثم أخذنى التفكير بعد ذلك كثيرا إلى هذه الكلمة إذا كان مثل هذا الرجل المفكر والمحلل والمتماسك استفزه مشهد عنف لتظاهرات الجماعة الموكوسة وربما شاهد مثله مرات أخرى ثم تحول كلامه إلى هذا المصطلح العنيف فماذا بالمواطن العادى الباحث عن الأمن والسلام؟ وهل جماعة الإخوان تعلم أنها قد خسرت الكثير مما تملك وأنها فى الرمق الأخير ولذلك تستميت؟ وهل الحكومة الموقرة تقرأ رغبات المواطن المصرى وتجتهد لتلبية متطلباته والذى بات واضحا أنه لا يرغب فى المصالحة قبل القصاص والاستقرار بعد كل معاناته؟

تساؤلات كثيرة يطرحها الإنسان المصرى يوميا وهو يرى الحكومة ومتحدثيها يخاطبوننا يوميا بالإجراءات الأمنية تارة وبالمصالحة الوطنية تارة أخرى، لتشعر بأنها مصابة بانفصام الشخصية ليأتى هذا فى مقابل مشاهد عنف ودماء وقتل وتخريب متعمدة يوميا بلا رادع أو مانع فإذا كان بعض الكبار من الصحفيين والمحللين قد استفزهم الحال ووصلوا للحديث عن التخلص من جماعة الإخوان بأية طريقه بعد أن رفضت الاندماج فى الواقع المصرى فماذا يقول المواطن العادى لدعاة المصالحة الوطنية فى الحكومة وقد رأينا أن فكرة المصالحة مرفوضة حتى من جماعة الإخوان نفسها، وماذا يقول وهو يعلم أننا لدينا قوانين ولدينا قوة تنفيذها ولدينا مواطن فاض به الكيل ولكن قدرنا أن لدينا حكومة أكثر من فيها يحتاج لمن يوقظه من الموت ومن هنا علينا أن نراجع مواقفنا ومصطلحاتنا ليس تجاه جماعة الإخوان ولكن تجاه جماعة الببلاوى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة