إذا كانت السيدة أم أيمن تشبه مرسى بنيلسون مانديلا، فعليها أن تنتظر 27 عاما مثل التى قضاها مانديلا فى السجن "حتى يعود مرسى للحكم، وإذا كانت تحلم بأن المعزول "راجع لابس أبيض فى أبيض وراكب حصان أبيض"، فأجد لها العذر ولكثيرين مثلها لم يفيقوا حتى الآن من صدمة 30 يونيو، ويلعبوا على المكشوف بطريقة هدم المعبد فوق رؤوس الجميع، والوصول بالأوضاع إلى الفوضى العارمة، فهى حلمهم الأخير للعودة والانتقام وتصفية الحسابات، وما دام الأمر كذلك فلماذا لا تلعب معهم الدولة على المكشوف، لتحمى نفسها وتصون شعبها وتقضى على مخططات التآمر الإخوانية فى الداخل والخارج؟
المشكلة أن هناك عناصر إخوانية العقيدة أو الهوى تحت جلد الدولة، ويحركون الخيوط لصالح الإخوان ويعطلون القرارات الحاسمة والإجراءات الضرورية، ويمكن أن أضرب لكم عشرات الأمثلة عن التلكؤ فى تصفية الجماعة، وفرض التحفظ على أموال قادتها، وعدم حل حزب الحرية والعدالة باعتباره الغطاء السياسى لأعمال العنف والإرهاب، والمناورة بمبادرات المصالحة والعفو وبدء صفحة جديدة، وكثير من المسئولين يمثلون حالة مشابهة للسيدة "أم أيمن"، ويعملون حساب يوم قد يعود فيه مرسى لابس أبيض فى أبيض وراكب حصان أبيض.
أقول لأم أيمن والسائرين على دروب أحلامها إن مرسى فعلا لابس أبيض فى أبيض، ولكن فى سجن برج العرب انتظاراً لمحاكمة عادلة لجرائم ارتكبها وجماعته، وإن ثوبه الأبيض ملطخ ببقع كبيرة من الدماء، وأن تحدى المجتمع والتمرد على القانون والصدام مع الدولة، وغيرها من الممارسات، سبق للإخوان أن جربوها مع مختلف أنظمة الحكم على مدى ثمانين عاما وخرجوا خاسرين، وأن خطط التآمر ومحاولات نشر الفوضى وتعكير صفو الأمن وتهديد الاستقرار، سوف توسع الفجوة بينهم وبين المجتمع، لأن الناس زهقت وروحها طلعت و"عايزة تعيش".
بينما جماعتكم لا تريد إلا السلطة والحكم والسلطان، حتى لو كان ذلك على حساب خراب مصر وشقاء المصريين".