عبد الفتاح عبد المنعم

إلى «أم أيمن»: شتان بين مانديلا «الثائر» ومرسى «الخائن»

السبت، 07 ديسمبر 2013 09:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مات نيلسون مانديلا.. مات آخر الرجال المحترمين فى هذا العصر.. مات مانديلا الثائر الحق الذى لم يتبدل، ولم يتغير، ولم تصبه سنوات السجن بهوس السلطة، وجنون الكرسى، وفوبيا الزعماء، رغم أنه كان أبوالزعماء.. مانديلا الثائر الحق، تاريخه النضالى يجعلنى لا أؤمن بثورات العرب الربيعية، والسبب أنها فشلت جميعها فى أن يكون لها زعيم مثل مانديلا، بل على العكس أظهرت «الهوجات» العربية أسوأ ما فينا، لذا جميعها فشل فشلا ذريعا، ولم يحقق شيئا سوى مزيد من الفوضى والبلطجة والفساد والفاشية الدينية، لهذا لم أرَ فى كل ما حدث فى تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا أنها ثورات، بل هى هوجات نجحت فى التخلص من حاكم ظالم، واستبدلت به حاكما أكثر ظلما وفاشية دينية، بل لا أبالغ إذا قلت إن ما حدث فى كل دول الخراب العربى- وليس الربيع العربى- أنها أفقدت المواطن هويته وقوميته، وأصبح كل شاب إما كاره أو كافر بمصريته، لهذا ارتفعت أعداد هجرة أو هروب هؤلاء الشباب للخارج، وارتفعت أعداد العملاء لأجهزة التجسس الأجنبية. هذه هى ثمار الهوجات العربية التى يحاول البعض الآن الربط بينها وبين نضال مانديلا، حتى إن بعضهم يصفه بأنه ملهم ثورات «الخراب العربى»، وهى أم الأكاذيب، والسببب أن نضال مانديلا هو نضال برائحة جيل الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، جيل عبدالناصر وجيفارا وكاسترو وبن بيلا، وهم آخر الرجال المحترمين.

كان نضال مانديلا مختلفا عما يحدث الآن، فالرجل الذى قضى جلّ عمره فى السجون، وخرج ليحرر بلده ويوحده، بالتأكيد هو الثائر الحق، وليس كما تزعم الست أم أيمن الإخوانية عندما قالت: «مات نيلسون مانديلا المناضل والزعيم، فكّ الله أسر المناضل محمد مرسى مانديلا العرب والمسلمين». بالتأكيد هذه هى أم التخاريف يا أم أيمن، فلا يمكن أن نقارن بين مانديلا الذى وحّد بلاده، وبين مرسى الذى فتّت بلاده.. شتان يا أم أيمن بين مانديلا الثائر، ومرسى الذى خان بلده لصالح جماعته.. شتان يا أم أيمن بين «المناضل» مانديلا، وبين «الإرهابى» مرسى.. شتان يا أم أيمن بين مرسى الذى استقوى على بلده بالأمريكان والإخوان وحماس، وبين مانديلا الذى رفض كل التدخلات فى شؤون بلاده، لهذا حررها وكان زعيما.. يا أم أيمن ليس كل من دخل السجن ثائرا مثل مانديلا، فالسجون تجمع بين أسوارها الخائن والقاتل والإرهابى والعميل والهارب من السجون وقاتل شعبه.. يا «أم أيمن» كفاكِ تخاريف واصمتى وترحّمى على المناضل الكبير نيلسون مانديلا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة