26 عاماً على"انتفاضة الحجارة"..بدأت 1987بعد دهس شاحنة إسرائيلية لـ4 فلسطينيين وانتهت بأوسلو93..ألفا شهيد وعشرات آلاف الجرحى ثمن تأسيس السلطة الفلسطينية..وفصائل المقاومة تُوسم اتفاق السلام بـ"العار"

الأحد، 08 ديسمبر 2013 04:53 ص
26 عاماً على"انتفاضة الحجارة"..بدأت 1987بعد دهس شاحنة إسرائيلية لـ4 فلسطينيين وانتهت بأوسلو93..ألفا شهيد وعشرات آلاف الجرحى ثمن تأسيس السلطة الفلسطينية..وفصائل المقاومة تُوسم اتفاق السلام بـ"العار" جانب من انتفاضة الحجارة
كتب مدحت صفوت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الثامن من ديسمبر 1987، كانت فلسطينُ وشعبها على موعد جديد من تذكير العالم بقضية الإنسانية، وعلى بدء التسطير فى ملحمة نضال فلسطينية جديدة، عُرفت بـ"الانتفاضة الأولى" أو "انتفاضة الحجارة"، بعد أن دهست شاحنة إسرائيلية سيارة يركبها عمال فلسطينيون من "جباليا البلد" متوقفة فى محطة وقود، ما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين.



اليوم، تمر الذكرى السادسة والعشرين على الانتفاضة، التى اندلعت احتجاجاتها عفوياً خلال الجنازة بإطلاق الحجارة على قوات الاحتلال، لتنتشر الاحتجاجات فى كافة أنحاء فلسطين سواء بالضفة أو قطاع غزة، وأعلن فلسطينيو الداخل أنهم جزء من الانتفاضة؛ ليعيدوا القضية الفلسطينية إلى أذهان العالم، بخاصة بعد خيبة الأمل وخروج المقاومة من لبنان بعد اجتياح بيروت 1982.

على جماجم وعظام شهدائنا نبنى جسر الحرية







"بهروا الدنيا.. وما فى يدهم إلا الحجارة/ وأضاءوا كالقناديلِ، وجاءوا كالبشارة/ قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا/ وبقينا دبباً قطبيةً/ صُفِّحت أجسادُها ضدَّ الحرارة".. هكذا كان أطفال فلسطين، بتعبير الشاعر العربى الراحل نزار قبانى، يواجهون المجنزرات والآليات العسكرية الصهيونية بأجسادهم، يخرجون من المخيمات، أيقونة التجربة الفلسطينية، لتقشعر الأرض، نازحين تراث الذل والضياع والمهانة، حالمين بالخلاص من "الجحيم الصهيونى"، ودافعين أكثر من ألفى شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين.

طالب الفلسطينيون خلال انتفاضتهم بمطالب عدة، منها: إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم، تفكيك المستوطنات، عودة اللاجئين دون قيد أو شرط، تقوية الاقتصاد الوطنى.. تمهيدا للانفصال عن الاقتصاد الإسرائيلى، إخلاء سبيل الأسرى، وقف المحاكمات العسكرية الصورية والاعتقالات الإدارية السياسية والإبعاد والترحيل الفردى والجماعى للمواطنين والنشطاء، لم شمل العائلات الفلسطينية من الداخل والخارج، ومطالب اقتصادية أخرى، فضلاً عن إتاحة المجال أمام تنظيم انتخابات محلية ديمقراطية للمؤسسات فى البلاد.

اتفاقية النصر أم اتفاقية العار؟






حققت الانتفاضة الأولى نتائج سياسية اختلف السياسيون حولها، إذ تم الاعتراف بوجود الشعب الفلسطينى عبر الاعتراف الإسرائيلى الأمريكى بسكان الضفة والقدس والقطاع على أنهم جزء من الشعب الفلسطينى وليسوا أردنيين، وبدأت ما سميت بعملية "السلام والتسوية" بمؤتمر مدريد، وأعقبته مشاورات غير علنية بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى النرويج أدت إلى التوصل لاتفاق أوسلو فى سبتمبر 1993، الذى أدى إلى انسحاب إسرائيلى تدريجى من المدن الفلسطينية باستثناء القدس وقلب مدينة الخليل، وتم إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية التى أصبحت لها السيادة مكان الإدارة المدنية الإسرائيلية تنفيذاً للاتفاقات الموقعة.

نتائج الانتفاضة الأولى كانت محل خلاف، ففى الوقت الذى اعتبرت فيه منظمة التحرير وحركة فتح الاتفاق مع سلطات الكيان الصهيونى انتصاراً، اعتبرتها بعض الفصائل الأخرى "خيبة" وسمت اتفاق أوسلو بـ"اتفاق العار"، واعترض عليها كل من حركة حماس والجهاد الإسلامى والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وجبهة التحرير الفلسطينية.

وقال الشهيد جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية "لا للدولة الفلسطينية إذا كانت ستقوم وثمنها استمرار بقاء إسرائيل"، مؤكداً "عار على يدى إذا صافحت يداً طوحت بأعناق شعبى".

"عمليات السلام" لا تزال تقتلع أشجار الزيتون







ونقلاً لرأى محايد، ففنان الكوميكس والصحفى المالطى الأمريكى "جو ساكو"، والذى عاصر الانتفاضة الأولى وزار الأراضى المحتلة وقتها، وألف كتاب "كوميكس" بعنوان palestin "فلسطين"، وكتب مقدمته المفكر الفلسطينى إدوارد سعيد، فقد رأى ساكو أنه منذ اتفاقيات السلام لم تحل أى قضايا أساسية كبرى حتى الآن، مثل عودة اللاجئين أو تعويضهم، والمستوطنات اليهودية، وضعية القدس، مع استمرار بناء المستوطنات.

ويتابع جو ساكو فى مقدمة كتابه، "حتى إذا تغاضيت عن تلك المسائل الصعبة، ولا يمكنك ذلك، فإن "عملية السلام" لم تقدم للفلسطينيين الذين يعيشون فى المناطق التى اجتاحتها إسرائيل عام 1967 أية مزايا ملموسة، ففى واقع الأمر مازالت أرضهم مصادرة، ومساكنهم مازالت تهدم، وأشجار زيتونهم مازالت تقتلع، مازالوا يواجهون جيش احتلال، جنباً إلى جنب المستوطنين الذين غالباً ما يعتبرون ملحقاً مسلحاً لجيش الاحتلال، أو ربما العكس هو الصحيح، فمن الصعب تحديد هذا أحياناً".

ويؤكد جو ساكو، أنه "من خلال نتائج خنق إسرائيل للاقتصاد الفلسطينى والآثار الدائمة لذلك؛ فقد صارت حياة العمّال الفلسطينيين وأسرهم أبشع من قبل أوسلو، ويجب على المرء أن يضيف إلى هذا المزيج البائس سوء إدارة السلطة الفلسطينية وفسادها".

مسيرات ضد الاحتلال فى ذكرى "انتفاضة الحجارة"






من جانبها، أكدت جبهة التحرير الفلسطينية بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاقة الانتفاضة الكبرى انتفاضة الحجر والمقلاع، أنه يجب استثمار الانتصارات فى تعزيز الوحدة الوطنية ومواصلة طريق النضال التى جسدها الشعب الفلسطينى المعطاء بتصديه للاحتلال، فيما دعا "ائتلاف شباب الانتفاضة" إلى تنظيم مسيرات فى كل أرجاء الأراضى الفلسطينية المحتلة، اليوم الأحد، لإحياء ذكرى "الانتفاضة الفلسطينية الأولى.. انتفاضة الحجارة".











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة