ناصر عراق

آباء بنات الإسكندرية والعنف الإخوانى!

الإثنين، 09 ديسمبر 2013 06:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف كيف لصبية لم تتجاوز عامها الخامس عشر أن تغرق نفسها فى بحار السياسة، وتقرر الانحياز إلى جماعة الإخوان لدرجة تجعلها تطيع أوامر الجماعة، فتجد نفسها قد أودعت السجن لأنها خالفت قانون التظاهر أو أنها عطلت المرور أو اعتدت على منشأة عامة؟

حسناً فعل القضاء حين حكم على بنات الإسكندرية بالحبس سنة مع وقف التنفيذ فأفرج عنهن، ذلك أن المتهم الحقيقى ليس هذه الصبية أو تلك ممن لم يقرأن كتابًا خارج المقرر الدراسى، إنما المتهم هم آباء هؤلاء البنات، الذين تركوهن يمارسن نشاطاً سياسيًا دون أن تكون الواحدة منهن قد تمكنت من تكوين وجهة نظر لا سياسية فحسب، بل اجتماعية وثقافية، فذات الخامسة عشر ربيعًا تصنف فى خانة المراهقات لا أكثر ولا أقل، وأنت أدرى الناس بسن المراهقة الذى يتسم بالطيش والتوتر وربما العنف، فكيف وافق أى أب إخوانى على أن يستخدم ابنته المراهقة لدعم أفكار جماعة سياسية؟ هل ظن هذا الأب الإخوانى أن دفع ابنته المراهقة إلى التظاهر فى الشارع سيحقق لجماعته الفوز والانتصار فى معركتها مع الشعب؟ أم تخيل أن ابنته ستعتدى وتخرب ولن يطالها القانون بوصفها صبية لم تعرف بعد خطورة ما تفعل؟

ثم تخيل معى موقف هذه الصبية من والدها حين تكبر وتقرأ وتكتشف أن مؤسس الجماعة حسن البنا تعامل مع الإنجليز، وأن رجاله قتلوا رئيسى وزراء، وأن أباها قد خدعها وأوقعها فى بئر سياسى مشبوه بهدف مصلحة جماعة لا تحترم فكرة الوطن فى أفضل الأحوال؟ إن حكاية بنات الإسكندرية ينبغى أن تتم قراءتها من كل الزوايا، خاصة أن هناك طالبات أخريات فى جامعة الأزهر قمن بضرب الأساتذة وعض بعضهن، فى سابقة لم تحدث على مر التاريخ منذ التحقت الفتاة المصرية بالجامعة فى أواخر عشرينيات القرن الماضى.
اللافت أن هؤلاء الطالبات المنتميات للجماعة، ومعهن الطلاب، الذين أشعلوا الجامعات أمس بالتظاهر والاعتصام وتعطيل الدراسة وحرق الأشجار يظنون أنهم بذلك سينتصرون على الشعب الذى بدا أن الكيل فاض به من أفعال الإخوان وأنصارهم، خاصة أن حزب النور انحاز إلى الشعب ودستوره وقرر المشاركة فى التصويت على الدستور بنعم، وقد لقى من سخط الإخوان وشتائمهم الكثير والكثير (حصار منزل نادر بكار وتهديده على سبيل المثال) !


إنها اللحظات الأخيرة للإخوان، فمن يلجأ للعنف يثبت أنه خسر معركته الفكرية والسياسية، ومن يستسهل تعطيل الدراسة وزج المراهقات فى عمل سياسى يؤكد أنه فقد توازنه النفسى، وغدا أقرب للممثل الجميل محمد توفيق الذى ذهب رشده وظل يصرخ بجنون فى فيلم شىء من الخوف (والنبى أنا عتريس)!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة