هل هدأت الضجة الكبرى التى أثارها أنصار تنظيم الإخوان الإرهابى وبعض أصحاب دكاكين «حقوق الإنسان» بعد حكم محكمة جنح مستأنف سيدى جابر بالإسكندرية فى قضية «فتيات 7 الصبح» الإخوانيات؟
هل يؤدى الحكم إلى فشل خطة الصراخ والعويل والنواح والمتاجرة بقضية «الحرائر» فى الداخل والخارج، بعد أن نجحوا بالفعل فى مخاطبة عدد من وسائل الإعلام الدولية، وجذب تعاطفها ضد القضاء المصرى، والإدارة المصرية القائمة على شؤون البلاد، وتصويرها بالإدارة القمعية والمستبدة ضد الفتيات القصّر والنساء من «حرائر الجماعة» اللائى حباهن الله بكل شىء إلا أن يكن حرائر؟
التنظيم الإرهابى فى الداخل والخارج كان يستعد لغزوة الحرائر، وكان ينتظر حكما يستغله لاستثارة الرأى العام فى مصر وخارجها، وجذب مزيد من المتعاطفين معه، إلا أن الحكم الصادر «خيب ظنهم» وآمالهم فى انتهاز فرصة المحاكمة للفتيات، وهو ذات القضاء الذى طالما دأبوا على مهاجمته والتشكيك فى عدالته ونزاهته، واتهموه بالفساد والانحياز، وحاولوا بشتى السبل تفريغه من رموزه الشامخة، وخبراته القضائية الكبيرة، بحجة تجديد شبابه، وتمهيدا لأخونته، وتعيين دفعات جديدة من المنتمين للجماعة فى سلك القضاء. انتصر القضاء فى معركة البقاء ضد الإخوان، وخرج من المعركة غير حاقد أو ناقم على الجماعة، ومثلما قال المستشار شريف حافظ رئيس محكمة جنح مستأنف سيدى جابر الذى أصدر حكم «فتيات 7 الصبح» بسنة مع الإيقاف فى منطوق الحكم: «إن المحكمة تود أن ترسل رسالة للقاصى والدانى بأن القضاء المصرى كان وسيظل دائما بعيدا عن الأهواء، ولا يخشى فى الحق لومة لائم، ولا يدور فى حساباته إلا يوم الحساب الأكبر الذى تتساوى فيه كل الرؤوس».
كلمات القاضى الشريف النزيه لا تنتظر إطراء أو مديحا من أحد إخوانى أو غير إخوانى، لأن القضاء المصرى رغم بعض ما أصابه أيضا من شوائب عصر مبارك، يظل حصن الدفاع عن الحريات والحقوق وملاذا للمظلومين والمقهورين ولا يصدر أحكاما انتقامية من جماعة أو حزب أو شخص فعدالته عمياء وصابرة وصامدة فى وجه كل من يحاول النيل من استقلالها وصمودها.
حكم الفتيات يعزز الثقة فى قضائنا العادل، رغم حملات التشويه الإخوانية التى تضمر الحقد والضغينة ضده وتسعى دائما للثأر منه.