قبل أن يتساءل البعض عن سر اختفاء الشيخ حازم أبوإسماعيل عن المشهد الأخير للأحداث الأخيرة، والمصادمات والعنف والحوار الوطنى، خرج الشيخ حازم ببيان على صفحته الإلكترونية تصور البعض أنه سوف يشفى غليلهم، أو يعلن أن اختفاءه جاء بسبب عدم رغبته الانجرار إلى صدامات، لكن البيان بدلا من أن يوضح الغموض، أضاف غموضا على الغموض، وجاء ضمن صيرورة الشيخ فى رفع حالة التشويق من الأحداث. وفى حال قرأنا البيان كاملا أو من منتصفه، أو جزءا منه أو كله، فسوف نرى أنه ينتمى بالفعل إلى أدبيات الشيخ العميقة التى توضح ما هو ليس مطروحا، و«تغمض» ما هو ليس موجودا، فهو لم يوضح موقفا من الأحداث والحوارات، وأيضا لم يشرح سبب غيابه عن الحوار الوطنى الذى دار فى الرئاسة، أو الحالة الدائرة فى بورسعيد ومدن القناة. فلم يأت على ذكر أى نوع من الأحداث الحادثة، وأغرق فى الرمزية، وبدا بيانها أقرب لمقطوعة فلسفية، يعزفها عازف أصم، من أجل مستمعين يتفرجون على التليفزيون.
لكن الأهم هو أن بيان حازم جاء فى وقت بدا فيه أن الأحداث الداكنة تفرض نفسها، وقرر الرجل أن يخفف من وقع الأحداث، ببيان من النوع الدائرى المستطيل الذى يربع الأشياء، لاشك يفرض حالة من البهجة على أجواء ليست مبهجة.
يقول البيان «فى هذه اللحظات الضخمة، أقول وبكل رسوخ إن الذى يمنع التصرف اللازم لزوما حاليا والكافى بالفعل لتجنب المخاطر- وعبر عشرة أيام على الأقل حتى الآن- ليسوا خصومنا ولا مثيرى القلاقل فأمرهم أهون بكثير من هذا..... ويقول: هناك وبكل تحديد ما هو كفء تماما كعمل ينبغى أن يعمل فورا ولقد وفينا وما أحجمنا وما سكتنا فى لحظات الحق ثم كررنا وتواصلنا إيضاحا وبيانا منذ ليل الاثنين أول أمس 28-1-2013 مع كل من هو معنى بصلب الأمور فى محاولات بشأن ما هو كفء لتوقى المخاطر ويلزم عمله عاجلا وأوضحنا بغاية الإيضاح والجلاء حتى ما بقيت بعد ذلك باليد من حيلة خاصة بعد قرار محكم من إخوانى مجموعة الشورى أن لا ننفرد الآن دون الباقين كاعتبار حاكم فى هذه الحلقة من سلسلة الأحداث، ولا أملك الآن فى ظل هذا الوضع المحيط المعالنة بإيضاح أكثر من هذا ولا أكثر تفصيلا... ومن يدرى لعله يجد جديدا فيما بعد... الله أعلم»..
ومع الأخذ فى الاعتبار للنية الحسنة التى تميز الشيخ حازم، فإن بيانه، إذا أضفنا إليه تفسيرات جماعة حازمون، نكتشف أنه اقرب لخربشات العصر الباليوسى القديم، قبل ظهور الديناصور المجنح. وربما يحتاج فهمه، إلى الإلمام بأصول حساب المثلثات، والكيمياء، والفلك، ليربطه بكتابات على جدران الكهوف فى الزمن الغابر، لكنه وبلا شك، يلقى بظلال مهمة، على ما يجرى فى الحاضر والماضى مرورا بالمستقبل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة