على درويش

حُرمة الدم والأمان المفقود

الجمعة، 01 فبراير 2013 02:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان على الصورة وحمل هذا الإنسان الأمانة، وعلّم الله العلى القدير سيدنا آدم عليه السلام الأسماء كلها وخلق من أجله الجنة والنار لإقامة العدل طبقا للناموس الإلهى الكامل. والإنسان هو خليفه الله فى الأرض، والذى كلفه رب السموات والأرض بإعمارها ورفع رايه الله عالية خفاقة.

وعلى هذه الصورة خلق الله الإله الأعظم الانسان الكامل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. يكمن فى هذا الإنسان روعة الجمال والإبداع، ولقد سخر الله سبحانه وتعالى الكون له وجعل الأرض التى يعيش عليها الإنسان عروس الكواكب المحيطة.

الله سبحانه وتعالى يحب مخلوقه الإنسان، ولذلك قال سيد الخلق عليه الصلاة والسلام: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"، وهذا يثبت أن الإنسان الذى خلقه الله بيده وقد أسلم وجهه لله يرتفع قدره عند الله، ولا يجوز أن يذكر بسوء من قبل أى كائن. ويوضح سيدنا محمد صلى الله عليه سلم قيمه حياة الإنسان وأهميتها وأهميه الحفاظ عليها بقوله: "لزوال الدنيا جميعا أهون عند الله من دم يسفك بغير حق"، وهو يدين أى ظلم يقع على الإنسان، ويؤدى إلى إزهاق روحه الطاهرة التى هى نفخة من الذات المقدسة، وهذا لأن الله سبحانه قد خلق الدنيا وعالم الشهادة من أجله فإن زال الإنسان فلا قيمة للدنيا بدونه.

ومن وفوق جبل عرفات قال سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بكل وضوح حرمه دم وأعراض المسلمين: "فإن دماءكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا" وهذا حتى يسود الأمان والسلم وتنتفى الضغائن، ولا يكون هناك ثائر وثائر مضاد.

وأكد أيضا أن حرمة دم المسلم أشد حرمة من الكعبة ذاتها وهى بيت الله الحرام الذى يحج إليه الناس من كل أنحاء المعمورة من كل فج عميق. إن سيلان دم عبد مؤمن بغير حق أمر تهتز له السموات قبل أن تهتز له القلوب وقبل أن تبكى من أجله العيون، ولذلك قال سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام" أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة فى الدماء" لأن العدل الإلهى قضى بأن يكون موضوع القتل هو اول الافعال البشريه التى يجب أن يقضى بشأنها وهذا لهول الجرم. وقال تعالى فى قرآنه الكريم محذرا من جسامه الجرم "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، ولقد قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بوضوح أن القتل من الكبائر، وذلك عندما سئل عن الكبائر فقال" الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ".









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة