لدى سؤال افتراضى فى الذكرى الثانية لتنحى الرئيس السابق مبارك التى تحل اليوم الاثنين، والسؤال ماذا لو أجرى أحد مراكز بحوث الرأى العام استطلاعا علميا فى الشارع المصرى بكل فئاته وطوائفه عن صورة مبارك لدى الناس الآن، هل مازال الرأى العام عند موقفه غير المتعاطف مع الرئيس المخلوع قبل عامين؟ وهل مازال الناس كارهين له بعد إدانته بقتل المتظاهرين فى ثورة يناير؟ وهل المقارنة بينه وبين النظام الحاكم الحالى تأتى فى غير صالحه؟ وماذا تغير فى مصر منذ التنحى فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟
ربما يتردد أى مركز لبحوث الرأى العام كثيرا فى إجراء مثل هذا الاستطلاع، فسوف يتهم بأنه مركز مشبوه، وتابع للفلول، وعميل للنظام السابق، ومثل هذا النوع من الاستطلاعات ستأتى نتائجه صادمة، لأن ماجرى ويجرى طوال العامين السابقين بعد قيام ثورة يناير، دفع بقطاعات عريضة من البسطاء فى المجتمع إلى حافة اليأس والإحباط من حالة التدهور الشديد والانهيار الذى تمر به مصر، سواء فى ظل حكم المجلس العسكرى، أو حكم الإخوان الآن، الذى وصفته تقارير عدد كبير من الصحف الأمريكية والغربية بأنه «مجتمع على حافة الفوضى».
كثير من عوام الناس فى مصر الذين تقطعت بهم السبل بين جماعة فقيرة وبائسة فى إدارة شؤون البلاد، جل همها هو تحقيق مشروعها فى الاستحواذ والسيطرة والتمكين، وبين معارضة وقوى ثورية مرتبكة حائرة بين ائتلافات وجبهات وتجمعات، يرددون هذه الأسئلة، ويخلصون فى النهاية تحت وطأة وضغط الفوضى وفقدان الإحساس بالأمن والحياة المعيشية الصعبة، واليأس فى إحداث أى تغيير للأفضل إلى التحسر أحيانا على مبارك وزمن حبيب العادلى..! والبركة طبعا فى ممارسات الإخوان.
ولنكن صرحاء، فالكثير منا يواجه يوميا بنماذج كثيرة من هؤلاء فى الشارع، وفى كل مكان وحتى داخل البيت الواحد بنقاشات حائرة ويائسة من الوضع الحالى، من نوعية «ليه قمنا بثورة وغيّرنا مبارك». ولماذا نحاكمه على القتل إذا كان قد سقط أكثر من 70 قتيلا فى عهد مرسى؟ بالمناسبة النيابة العامة برأت أمس الرئيس مرسى من تهمة قتل المتظاهرين أمام مقر الرئاسة بقصر الاتحادية، وقالت إنه لاتوجد وقائع تدينه..! ومركز» بصيرة» أظهر انخفاض نسبة الموافقة على أداء الرئيس مرسى فى يناير الماضى، فمصر ضد نفسها ويهددها الفشل الأكبر..!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة