أكرم القصاص

هو بعينه بذكاوته بشكله العكر

الثلاثاء، 12 فبراير 2013 07:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هو بعينه بغباوته بشكله العكر.. الكلمة الخالد للفنان الراحل العظيم رياض القصبجى، مع إسماعيل ياسين، كلما التقاه فى سلسلة أفلامه الرائعة، لكنه كان «إفيه» مضحكا، نتذكره كلما وجدنا واحدا أو مجموعة من رجالات السلطة والمتحلقين حولها الذين يظهرون فى كل لجنة وكل موقع، ويتنططون بين الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى، ولجان تقصى الحقائق. ويحصلون على مكافآت فورية عبارة عن مناصب ومواقع، بعضها يتنافى مع فكرة الحياد، نراهم أعضاء لجان هنا أو متحدثين رسميين وأشباه رسميين هناك، بما يؤكد أنهم يتخذون مواقفهم من أجل الثمن الفورى غير المؤجل.
وطبعا لا مانع من أن يكون الشخص مؤيداً للرئيس أو الجماعة، وهؤلاء يطلق عليهم السياسيون، الذين يمارسون العمل السياسى، من أجل القيم والمبادئ والنهضة، لكننا أمام نوع آخر، يمارس التأييد شكلا من أجل الوطن والدم والمستقبل، وفى الموضوع من أجل الحصول على منصب أو موقع أو أى حاجة «من أجل الولاد».
وعليه ومن أجله لا يجوز لهؤلاء ادعاء الحياد أو الموضوعية، وهم يعملون بحثا عن موقع، وعلى سبيل المثال رأينا المستشار مصطفى دويدار الذى تم تعيينه متحدثا رسميا باسم «النيابة العامة»، وهو عضو فى جماعة «قضاة من أجل مصر»، التى لها تصريحات وتحركات سياسية لا تخفى على أحد، ثم نراه يخرج ليدلى بتصريحات لا علاقة لها بالقانون ولا النيابة عن تبرئة من يحب، وتفسير ما يريد، ومثله مثل بعض أعضاء التأسيسية الذين تم تعيينهم فى مجلس الشورى، أو فى مجلس حقوق الإنسان، الأمر الذى يعيد فكرة الخلط والتداخل بين السياسى والقانونى والتشريعى والتنفيذى، مثلما كان يجرى أيام الحزب الوطنى المنصرم، حيث كان أعضاء أحزاب الأنابيب يتم تعيينهم فى مجلس الشورى مكافأة لهم على معارضة المعارضة.
السادة المتنططون نموا وترعرعوا بجانب السلطة وحولها. وبعضهم مستمر ومنتشر من أيام مبارك، والبعض الآخر يسير على الدرب بنفس الطريقة، يبرر ويفسر ويوضح ويطلع وينزل، وبالرغم من وضوح مواقفهم وتبريراتهم، وكونهم مع السلطة ظالمة أو ظالمة، يحرصون على القول بأنهم محايدون وموضوعيون ومتمحورون حول «الوطن».
آخر افتكاسات الاختراعات جبهة «الضمير المستتر» التى تشكلت من أجل مصر، حقن المحقونات، بينما تدفع الكثير من المؤشرات إلى تصويرها على أنها K خرجت لتلاعب جبهة الإنقاذ، يعنى «معارضة المعارضة»، وهى عادة سبق أن اخترعها الحزب الوطنى المنصرم، عندما كانت لجنة الأحزاب ترفض الاعتراف بأحزاب مهمة كالكرامة والوسط، وتسمح بعدد من أحزاب الأنابيب، التى تلعب دور المعارضة مع المعارضة.
الآن نحن أمام نفس الخلطة السحرية للخلط بين المواقف والتبريرات، جبهة الضمير تضم بين صفوفها، عددا من الإعلاميين والسياسيين المحايدين، نظنها محايدة، وما أن نرى أمورها وباقى أعضائها يظهر الفنان رياض القصبجى، وهو يستعرض وجوه السادة أعضاء الجبهات والمتحدثين الرسميين، ويقول: «هو.. ما فيش.. هو ما فيش غيره.. هو بغباوته».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة