يذكرك عناد الرئيس محمد مرسى بعناد الرئيس السابق مبارك، وهناك الكثير من الأمثلة التى تؤكد ذلك، ولو عقدت مقارنة بين الرجلين فى مسألة تغيير وزير أو حكومة لتوصلت إلى أن الاثنين واحد فى عنادهما.
واصل مبارك حكمه تحت شعار «الاستقرار»، وكان يترجم هذا الشعار بالإبقاء على المسؤولين معه فى مناصبهم دون التفاته إلى الغضب الشعبى، وأشيع عنه فى ذلك قوله: «احنا مش سهل نلاقى وزير».
كان هذا زمن حكم مبارك، والواضح أن فيروس العناد ممتد من الرئيس السابق إلى الرئيس الحالى، والشاهد يأتى من التصميم aعلى إبقاء هشام قنديل فى رئاسة الحكومة، بالرغم من فشله الواضح وليس أدل على ذلك من فضيحة تصريحاته عن نساء بنى سويف، والتى تؤكد على أننا أمام رجل لا يعرف كيف يخاطب شعبه، ولا يملك الحس السياسى الذى يؤهله لأن يكون رئيس وزراء فى مرحلة تشهد استقطابا سياسيا حادا.
المثير فى هذه القضية، أنك لم تعد ترى مطلب إقالة هشام قنديل وتشكيل حكومة جديدة تحت مسمى حكومة «إنقاذ» أو ائتلافية، مقتصرا على جبهة الإنقاذ، وإنما أصبح مطلب قوى إسلامية أخرى فى مقدمتها حزب النور، ومع ذلك فإن حزب الحرية والعدالة، والرئيس مرسى مصممون على إبقائه، وهو ما يؤدى إلى نسف أى مبادرة لتقارب القوى السياسية، وأكبر دليل على ذلك ما جاء على لسان وفد حزب النور الذى التقى الرئيس مرسى قبل أيام، حيث قال إن تغيير حكومة قنديل سيكون بنسبة %80، وحسب ما جاء على لسان نادر بكار المتحدث باسم الحزب، فإن اليوم الأربعاء سيتم تغيير الحكومة، لكن المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية الدكتور ياسر على نفى هذا الكلام مساء الاثنين.
هذا التضارب يضعنا أمام أمرين، أولهما أن حالة الثقة التى تحدث بها قادة حزب النور، لابد وأنها كانت مبنية على ما استمعوا إليه فى لقائهم بالرئيس، وثانيهما يأتى من نفى الدكتور ياسر على والذى يشير إلى أن هناك مرجعية أخرى لمثل هذا القرار، ربما رأت أن الإقدام على إقالة قنديل سيعطى بعدا شعبيا أكبر لحزب النور بعد تفعيل مبادرته التى طرحها منذ أيام، وتناقش مع الرئيس بشأنها، وأن هذا قد يزيد من حظوظه الانتخابية فى البرلمان.
كل الشواهد تشير إلى أن الإبقاء على قنديل يبقى مرهونا بلعبة الانتخابات البرلمانية، وحتى لو تم تغييره كما قال حزب النور فسيكون التغيير أيضا مرهونا بالانتخابات.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة