سوف يبقى شهداء ثورة 25 يناير هم ضميرها الذى جسدوه بدمائهم الطاهرة، فطهروا بها الأرض ورووا بها غرسة مبادئ ثورة شعبهم بالرغم من محاولات سارقى الثورة لسرقة ضميرها كاستكمال للاستيلاء التام على كل مقدرات الوطن، وسوف يثبت الشعب المصرى لكل قتلة «السادات» وقتلة ضيوف الوطن من السائحين من «الإرهابيين القدامى» الآباء الشرعيين لكل الذين حاصروا المحكمة الدستورية العليا وانتهكوا مدينة الإنتاج الإعلامى ولوثوا إعلام الأمة بدورة المياه النجسة وبذبائحهم من الإبل والعجول والماعز قربانا لشياطين الظلام وقهر عقل الأمة، وسوف يثبت الشعب المصرى لكل مشايخ فتاوى القتل باسم الدين، سوف يثبت الشعب المصرى لهم جميعا أنه قد عرّاهم تماما وكشف عورتهم عندما يرتدون مسوح رهبان «اللاعنف» لينددوا بـ«عنف» الثوار الذين يطلقون عليهم «البلطجية»، وماتزال على أيديهم آثار مقبض المدفع الرشاش والبندقية النصف آلى وعلى أفواههم بقايا الأكاذيب وشعارات القتل باسم الدين وقطرات دم الأبرياء على أسنانهم ماتزال، واليوم يخرجون علينا ينصحوننا بنبذ «العنف»، محاولين إيهام الشعب المصرى بأن الثوار هم من يمارسون «العنف» فيقلبون الحقائق ويزيفون الوقائع بأكاذيبهم ويحولون «الضحية» إلى «جلاد» غير مدركين لحقيقة راسخة رسوخ الجبال فى كل الثورات عبر كل تاريخ البشرية بأن التغيير المادى الثورى عبر التاريخ لا يتم إلا عبر جهود ومشاعر تحمل أنبل أفعال المقاومة ورد العنف بـ«عنف مضاد/ عنف الفقراء» للإطاحة بالطغاة المستبدين، فطغيان الطغاة يبدأ عندما تنتهى سلطة القانون «ضرب المحكمة الدستورية العليا»، وعندما ينحل العقد الاجتماعى بين الحاكم والمحكوم «عبر الإعلانات الدستورية وتحصين القرارات الرئاسية» حيث تدفع الرغبة فى التغيير الجماهير المقهورة إلى الثورة، بفعل تطور وعيها القهرى، ونتيجة لتعاظم حاجاتها المادية «الفقر المدقع وضياع الكرامة واحتمالات المستقبل»، وتراكم العنف الذى مارسته السلطة المستبدة ضدها، فتواجه الجماهير «الغاضبة» هؤلاء «الطغاة المستبدين» متسلحة بضمير ثوارها لرد عنف الطغاة بـ«عنف مضاد» دفاعا عن أنفسهم ضد «السلطة الجائرة» ومحاولة التخلص منها، فعندما يصل الطغيان إلى حد القتل وفقء العيون والسحل فى الشوارع أمام قصر الحكم، تتراجع قيمة الحياة لدى الأفراد المقهورين نتيجة ما أصاب ذاتهم من تبخيس لدمائهم واسترخاص وإذلال لأرواحهم بفعل سلطة ظالمة مهما كانت هذه السلطة متذرعة بشرعية زائفة تم اغتصابها بحيل سياسية وخداع اجتماعى، فيتحرك الأفراد متحدين فى مجموعات، لـ«رد العنف» بمختلف أشكاله وصوره الذى تمارسه كل رموز السلطة، ويطلقون العنان للحقد والكراهية الكامنة فى ذواتهم الثائرة، وفى هذه الحالة يتماهى الشعب المقهور بـ«عنف الجلاد» المتمترس خلف متراس دينى مزيف كوسيلةٍ أخيرة للقضاء عليه. العنف يا كهنة العنف باسم الدين هو: اغتصاب إرادة الأمة فى اغتصاب دستورها الذى لم تتوافق عليه باسم شرعية «صندوق السكر والزيت»، العنف هو اغتيال قانون الأمة باغتيال المحكمة الدستورية العليا، العنف هو إعلانات «دستورية» لقهر الأمة وتحصين قرارات مرسى وتحصين مجلس شورى معيوب من أساسه، العنف يا كهنة العنف وسدنة معبد الظلام باسم الدين هو: اختطاف شباب الثورة وتعذيبهم فى أقبية الأمن المركزى وكهوف الجبل الأحمر ثم تغمية أعينهم وإلقاؤهم فى الطرقات حتى يستكمل ملاك الموت الرحيم بقية العمل فى المستشفيات العامة، العنف هو أن يظهر مع محمود سعد فى برنامجه شاهد من الإخوان المسلمين يعترف بوجوده خلال تعذيب «محمد الجندى» فى الجبل الأحمر من قبل مليشيات الإخوان الذين يشاركون الأمن فى خطفهم للثوار وأن جهات الأمن يسمحون لمليشيات الإخوان بارتداء زى الداخلية وهم يتولون خطف وقتل الثوار ثم تزييف كريه دائم لتقارير الطب الشرعى، العنف يا كهنة العنف وسدنة معبد الظلام باسم الدين هو: فض اعتصامات الشباب وحرق خيامهم وقتلهم باسم «الدفاع عن الشرعية»، وإعطاء القتلة المجرمين «شرعية» القتل، العنف هو التهديد المبطن بالعنف عندما يظهر الكذابون المتطرفون القتلة القدامى والمحدثون على شاشات الفضائيات أو فى مقالاتهم المنشورة ويقولون إنهم يضبطون أنفسهم لأقصى درجات ضبط النفس، وينصحون الناس بنبذ العنف وتكون أكاذيبهم ونصائحهم قناعا لإرهاب الناس بطريقة غير مباشرة بأكاذيبهم ونصائحهم المزيفة المبطنة بتهديد خفى، وكل هذا يعكس الخلل فى رؤيتهم لما يحدث الآن ويجعلهم يخطئون فى الرؤية بجهلهم الدائم بحركة التاريخ وكل قوانين حركة الواقع.
ولله والوطن سوف أحاول أن أوضح لهم باختصار شديد حقيقة ما يحدث اليوم: شباب الثورة ينتظمون اليوم فى «طوابير هجومية» بعد أن كانوا «أفرادا مدافعين» وبكل وضوح فإن المسألة تتألف الآن من شباب الثورة المتطوعين فيما يشبه «الفصائل» ولكن هذه الفصائل «غير معبأة»، و«غير مترابطة» فيما بينها، و«غير مدربة» على الانتظام فى «تنظيمات سرية»، ولكنها فى عبقرية نضالية غريزية فطرية لا تقدم «حتى الآن» على الهجوم ولكنها تقوم بـ«ضرب حصار محكم حول قلعة العدو» وبـ«عبقرية نضالية غريزية فطرية» لا تقوم بدعوة كل القوى الثورية إلى «الإقدام على الهجوم» بل ما سوف تقوم به بالفطرة هو خلق «تنظيم ثورى» يكون أهلا لتوحيد جميع القوى ولقيادة الحركة، لا بالاسم وحسب، بل بالفعل أيضا، وبعيدا عن كل الجبهات المستهلة، سواء كانت «جبهة الإنقاذ» أو «جبهة الضمير» أى أن يكون ذلك «التنظيم الثورى» مستعدا على الدوام لتأييد كل احتجاج وكل غليان وللاستفادة من هذه الاحتجاجات والغليانات فى زيادة وتعزيز القوات الهجومية الصالحة للمعركة الفاصلة التى تتوج بإسقاط نظام حكم الإخوان المسلمين، وأنتم مارستم «ومازلتم» التنظيمات السرية وتعرفون متى يلجأ الناس إلى تنظيمات سرية، وسوف تبقى كل دعواتكم لنبذ العنف قناعا لإرهاب القوى السياسية وتخويفها حتى تلحق بركب «الحوار» وهى صاغرة لتقوم بالتوقيع على صكوك الإذعان، وكل ما عليكم «سلطة حاكمة وداعمون باسم الدين لشرعية السلطة الحاكمة» عليكم جميعا لنزع فتيل الاقتتال بين طبقات الشعب الواحد أن تتخلوا عمليا عن مواجهة شباب الثورة بالعنف وأن تعلنوا بكل وضوح «تراجعكم» وألا تكتفوا بـ«مراجعتكم» عن استخدام العنف، هذا هو الطريق الوحيد للخلاص ولبدء حوار مجتمعى حقيقى لا يهدد الجميع حتى يأتوا للحوار صاغرين، ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.