للمرة الثانية أجدنى أكتب عن الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، والسبب ما يتحفنا به يوميا من كتابات صادمة وتعليقات غريبة على حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى «توتير»،كتابات هدفها الأول هو تصفية حسابات ليس فقط مع الأحياء بل مع الأموات، ومؤخرا اختار شخصيتين من التاريخ الأول هو الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والثانى هو الشيخ حسن البنا «مؤسس جماعة الإخوان المسلمين»، واختار لكليهما وضعين متناقضين، فالعريان سامحه الله وضع الزعيم جمال عبدالناصر نصير الفقراء فى نفس خندق الرئيس المخلوع مبارك، عندما كتب بمناسبة مرور عامين على انتفاضة 25 يناير منذ سنتين «تخلى» الرئيس السابق، وريث ناصر والسادات، محمد حسنى مبارك، عن منصب رئيس الجمهورية»، هكذا أراد العريان بخبث شديد أن يربط ما بين مبارك، وعبدالناصر وهدفه تشويه صورة الزعيم عبدالناصر والذى كان دائما نصيرا للفقراء، ولم يكن انفتاحيا مثل خليفته السادات أو فاسدا مثل مبارك المخلوع، وكان دائما يقف فى صفوف الغلابة والبسطاء من أبناء هذا الشعب المصرى والعربى، لهذا بكاه الملايين مرتين، الأولى عندما تنحى فى أعقاب نكسة يونيو، والثانية عندما انتقل إلى رحاب ربه فى سبتمبر 1970، الملايين خرجت تودع زعيمها ونصيرها.
ليس فقط فى مصر بل فى العالم العربى كله هذا هو جمال عبدالناصر الطاهر اليدين النقى، الزعيم الذى نجح فى أن يغزو قلوب الجميع باستثناء أصحاب القلوب المريضة أمثال الدكتور عصام العريان وأعضاء جماعته من مرشدهم حتى ممثلهم فى قصر الرئاسة الدكتور محمد مرسى.
العريان الذى حاول تشويه صورة الزعيم كتب فى اليوم الثانى على حسابه الشخصى أيضا «إن الإمام الراحل حسن البنا رحل ومات وفنى جسده، ولم تمت الفكرة ولم تخمد جذوتها، بل توهجت وعاشت وانتشرت من مصر إلى سائر بقاع الأرض»، ولا نعرف أى فكرة تم تخليدها يا دكتور عريان؟ وإذا كان مبارك هو خليفة عبدالناصر كما تزعم يا دكتور عصام، فإنه من العيب أن يرث الإمام حسن البنا أمثال مرسى والمرشد وبديع وجميعهم تسببوا فى تقسيم مصر وإشعال الفتن بكل أنواعها، وإذا كان هؤلاء هم ورثة البنا فإن عمر الجماعة فى حكم مصر سيكون قصيرا جدا، خاصة أن حجم الكراهية تجاه الإخوان جماعة وحزبا تضخم فى نفوس الأغلبية العظمى من الشعب، وهذا هو الفارق بين ناصر والبنا، فالأول شعبيته تزداد والثانى شعبيته تتآكل بسبب سياسات ورثته تجاه شعب مصر، وهى الحقيقة التى يعلمها العريان وجماعته.