لا تطلب من العبيد أشياء إن بدت لهم جواهرها فلن تستوعبها أرواحهم المثقلة بأطنان من الأمراض النفسية والفكرية..
أبدا لا تطلب من العبيد ما لاطاقة لهم بحمله، وكيف لعبد أن يتفهم قرار الحر الشجاع بالحياة فى صحبة نيران جبهات القتال، حيث لا مجال للجبناء والظانين من البشر بأن امتطاء ظهر عصفورة «تويتر» والتبول فى وجه الناس بالقبيح من الكلام هو قمة الشجاعة والنضال.
أمثال هؤلاء الذين يقضون على «تويتر» و«فيس بوك» ومقاهى وسط البلد أضعاف الوقت الذى يقضونه فى خدمة المجتمع والترويج أو الدفاع عن أفكارهم على أرض الواقع، جالسين خلف متاريس من التنظير الفارغ و«الولولة والندب» على البلد الذى ضاع تحت أقدام الإسلاميين، ويغرقون فى وهم الاعتقاد بأنهم يملكون الحق فى وصف المجتمع بالمريض أو البسطاء بالجهل.. أمثال هؤلاء الذين يجبنون عن التواجد فى صفوف التظاهر الأولى مع قنابل الأمن المركزى ويكتفون بالإعلان عن تواجدهم فى أماكن الحدث بتغريدة على تويتر أو مكالمة تليفزيونية عابرة لا يمكن أبدا أن يفهموا أو يدركوا المعنى الذى ذهب إليه الشهيد محمد محرز وهو يقاتل عصابات بشار على أرض سوريا.
كنت أتخيل أن الإنسانية هى القبلة الحقيقية لهؤلاء الذين يدعون الإيمان بالحريات الشخصية وحرية الرأى والتعبير، كنت أتخيل أن «الإسلاموفوبيا» مرض سياسى يتلاعب به الطامعون فى مساحات من السلطة والنفوذ، ولكن ما وجدته على صفحات «تويتر» من قدح وذم وسباب وشتائم فى الشهيد محمد محرز، دفعنى للتأكد من أن مرضى الإسلاموفوبيا يعانون من الجهل والتشوه النفسى ما لاعلاقة له بالسياسة أو مشاكلها أو صراعاتها.
بأى شكل حيوانى يمكن تفسير تلك الحملة الشرسة التى قادها بعض نشطاء تويتر على رأسهم غريب الأطوار «وائل عباس» ومن على شاكلته لتشويه الشهيد محمد محرز وتوجيه أفظع الشتائم له وصلت إلى حد سخرية إحداهن من معتقداته قائلة: «صعبان على المجاهدين اللى ماتوا فى الجهاد مش هيلاقوا أى حاجة من اللى اتفقوا عليها مع شيوخهم الصدمة هتكون شديدة وقاسية»، وقال وائل عباس: «محرز إخوانجى كان رايح يقاتل الشيعة والروافض ومكنش رايح هناك علشان تحرير الإنسانية».
سيادة الناشط اللولبى الذى يصرخ ليل نهار من محاكم التفتيش التى ينصبها الإخوان والإسلاميون يمنح نفسه صك التفتيش فى نوايا واحد من الأطهار الذين عاشوا لمبدأ وماتوا دفاعا عنه، سيادة الناشط الراقص على خزعبلاته الفكرية والذى يتحدث عن تحرير الإنسانية «داس» الإنسانية بقدميه حينما سمح لخصومته السياسية مع الإخوان بأن تسخر من إنسانية شهيد ضحى من أجل فكرته، سيادة الناشط ومن معه أثبتوا للعالم أجمع جهلهم المعلوماتى والمعرفى حينما نسبوا محمد محرز لجماعة الإخوان المسلمين رغم نفى عائلة الشهيد انتماءه لجماعة الإخوان، ورغم أن آخر ما كتبه محرز على تويتر جملة تقول: «الغباء لا دين له.. بس له جماعة».
قضية الشهيد محمد محرز لم تكشف فقط الروائح الفكرية والنفسية النتنة من بلاعات «تويتر» الطافحة، ولكنها كشفت أكاذيب الإخوان الفاضحة التى تسعى دوما لنسب كل عمل عظيم أو شهيد جليل للجماعة كنوع من التجارة بدمه وكسب تعاطف شعبى عبر الترويج لقصة الإخوان المجاهدين والشهداء الأكثر تضحيه من أجل الإسلام والوطن، وهى التجارة التى فضحتها عائلة محمد محرز حينما نفت ادعاءات قيادات الإخوان بانتماء محرز للجماعة وكشفها محرز نفسه كما قلنا بتغريداته الأخيرة على مواقع التواصل الإجتماعى.
السؤال الآن.. هل رأى أحدكم «خسة» وندالة بشرية أكثر من هذا؟ هل عرفت الآن أن الشيخ شومان لم يشوه الليبرالية حينما عرفها بأن «أمك تخلع الحجاب» وأن التشويه الأكبر والأخطر قادم من عند هؤلاء الشباب الذين يدعون نصرة الحرية والعلمانية ولكن تفضحهم نفوسهم المريضة مع أول اختبار وتدفعهم للسخرية من شهيد صعدت روحه عند بارئها والتفتيش فى نواياه والاستهزاء باختياراته، لأن أنوفهم الخبيثة «شمت» أو شكت فى انتمائه إلى خصومهم السياسيين؟.. أى حرية وأى اختيارات وأى مبادئ وأى نضال تتحدثون عنه إذن؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة