سعيد الشحات

عاطلون على الرصيف

الأحد، 17 فبراير 2013 07:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حق حاملى الماجستير والدكتوراه الذين تظاهروا قبل أسابيع أمام منزل الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، أن يتساءلوا الآن عن عمرهم الذى أفنوه فى التحصيل العلمى، وفى النهاية لا يجدون فرصة للعمل، من حقهم أن يقارنوا أوضاعهم البائسة بوضع نجل الرئيس «عمر» الذى وجد فرصة مريحة للعمل فى إدارة الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية.

كان هؤلاء معهم الحق فى أن ينصبوا الخيام أمام بيت رئيس الوزراء، بعد أن لفوا وداروا، وصدقوا أنه بالإمكان أن ترق قلوب المسؤولين لهم، كان هؤلاء يسهرون الليالى فى تحصيل العلم، دون الالتفات إلى أن سيرتهم الذاتية ليس فيها أنهم أبناء سادة ووزراء ومسؤولين، وصدقوا فقط أن مؤهلاتهم العلمية هى العنوان الأكبر والوحيد فى سيرتهم الذاتية.

بعد تظاهر هؤلاء واعتصامهم، ومقاومتهم لرجال الأمن، أعلنت دوائر حكومية أنها تبحث فى أمرهم، وأن «التنظيم والإدارة» خاطبت جهات لتوظيفهم، لكن المعنى الأكبر فى هذا الأمر أن الاحتجاج والاعتصام والصراخ هو الذى فرض على المسؤولين أن يفعلوا ذلك، هو الذى نزع الحق من بين الأنياب، هو الذى أخرج المسؤولين من نومهم العميق.

كيف نضع ما حصل فى دائرة حصول نجل الرئيس على فرصة عمل مريحة؟ هذا هو السؤال الكبير الذى لن يصدق أحد ممن يمتلك نفس المؤهلات، أن فرصة العمل التى ذهبت لنجل الرئيس قد ذهبت إليه بعدالة.

فليقل وزير الطيران ما يشاء عن أن نجل الرئيس اجتاز الاختبارات اللازمة بنجاح وكفاءة، لكن سيبقى السؤال: كم من الشباب المتفوق تقدم لفرص عمل وانتظر فرصة اختباره لكنه لم يجد؟ كم من الخريجين أهلوا أنفسهم بالتحصيل والتزود بالمعارف التى لم يحصلوا عليها أثناء الدراسة، ورغم ذلك يجلسون على دكة الانتظار؟

هل سيصدق أحد أنه حين تقدم نجل الرئيس إلى المسابقة التى تم الإعلان عنها فى الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، لم يتم الالتفات إليه بوصفه نجل الرئيس؟، نحتاج إلى أن ننزع عقولنا حتى نصدق أنه تم التعامل معه مثل غيره من الشباب الذين تسابقوا معه.

سيحدثك الذين يحبون الرئيس مرسى ويبلعون له الزلط، أن هذه قضية فردية، لا تستحق كل هذا الانشغال، والرد على هؤلاء: «حبوا الرئيس كما شئتم ، لكن تذكروا العاطلين بنفس القدر».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة