عليك أن تفكر جيدا قبل أن تحلق ذقنك كل صباح.. فالرئاسة لا تتفاوض إلا مع الملتحين، والرئيس لا يجلس إلا مع أصحاب الذقون.. فقد خرجنا من عصر الوصايا العسكرية والدبابير إلى زمان الوصايا الملتحية والملتحين، والذى يستحى من شعبه ميخلفش منه عيال.. لذلك عرّوا حمادة وسحلوه على باب الاتحادية، وضربوا المعارضين والثوار بخراطيم الماء وقنابل الغاز والخرطوش.. وجلسوا يتفاوضون بحب مع حزب النور.. فالناس درجات والشعب فئات.. فالملتحون ولو (دوجلس)، يحملون على (الراس) والليبراليون والمعارضون ولو صدقوا يضربون بالمداس.. لذلك علموا أولادكم تربية ذقونهم، ولا تشجعوهم على تربية عقولهم.. فالعقل يدخلك اللومان الآن أما الذقن فتدخلك لتجلس مع السلطان.
أنا لا أشكك فى نوايا حزب النور أو أزايد على مواقف إخواننا من السلفيين، ولكنى أسأل الأب رئيس الدولة، لماذا يعاملهم (كأولاد البطة البيضة، ويعاملنا نحن الليبراليين كأولاد البطة المنيلة بنيلة؟) ولماذا صرح بأن مبادرتهم كريمة، ولم يعلق على مبادرة الليبراليين التى احتوت على نفس المطالب تقريبا، وكأنها خبيثة أو من عمل الشيطان الرجيم.. وهل لهذا علاقة بالذقون والدين (على اعتبار أننا كفرة فى عرف الإخوان المسلمين)، أم يرتبط (بالكتلة الحرجة)، وقدرة السلفيين على التأثير فى انتخابات البرلمان القادمة، أم أن الرئيس بالفعل لا يتناقش مع أصحاب الأيديولوجيات الفكرية ويجب أن تدخل عليه برداء دينى حتى تطالع ضحكته البهية.
والغريب أن المتظاهرين والثوار ليسوا فى أجندة لقاءات الرئيس، أو حتى فى أفكاره هذا ما أعلنته قيادات حزب النور التى أكدت أن لقاءها مع الرئيس لم يتطرق للثوار أو المتظاهرين أو شهداء الاتحادية!!.. فلقد عدنا إلى أفكار (ببيتو موسولينى) التى حفظها مبارك، (اصنع أعداءك ومعارضيك قبل أن يصنعوا أنفسهم).. فصناعة المعارضة واختيار نوعية المعارضين وتجاهل المعارضة الحقيقية وسحقها سر هو الأصل فى الحكم الفاشى.
على أى حال الواضح أن التقرب إلى الرئاسة يحتاج إلى وصلة، لذلك تم تأجيل اجتماع الحوار الوطنى إلى هذا الأسبوع بدلا من الأسبوع الماضى.. فالإخوان كانوا ينتظرون فى شغف (جمعة اللا عنف) التى نظمها الإسلاميون بأموالهم وأتوبيساتهم للضحك على المغيبين باسم الدين.. ورغم أنى أكتب مقالى هذا صبيحة تلك الجمعة المنتظرة، إلا أننى على يقين من أنها تحمل عكس اسمها تماما، فللمرة الألف لم يفهم الإخوان أن الشارع مكان المعارضين، وليس مكان المؤيدين، ولم يقتنعوا بحجم الاستفزاز الذى يخلقه هذا التأييد (التمثيلى المدفوع) لدى المواطنين.. خاصة أن فشل الإخوان الذريع فى إدارة البلاد، لا يحتاج إلى مظاهرات للمؤيدين، أو مظاهرات للمعارضين، بل يحتاج إلى جنازة ومظاهرة ندّابين للبكاء واللطم على ما وصلت إليه مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة