هل هناك فارق بين قناة «التت» للرقص الشرقى التى صدر حكم قضائى بحجبها وقنوات أخرى للرقص السياسى والإثارة الدينية؟
حجب القناة بقرار المحكمة الإدارية جاء بسبب المحتوى الذى تقدمه وإذاعتها إعلانات عن مستحضرات ومنشطات جنسية مجهولة المصدر، وبث وصلات رقص بلدى ردىء لراقصات شبه عاريات، ولا اعتراض على أحكام القضاء التى نحترمها ويجب على الجميع احترامها أيضاً. لكن فى المقابل هناك قنوات أخطر فى التأثير والانتشار من قناة «التت» التى لم ينتبه لها الكثيرون إلا بعد صدور الحكم القضائى، فإذا كانت القناة المحجوبة متهمة بنشر «الرذيلة الجسدية» و«إثارة الغرائز الحسية» وتهدد منظومة الأخلاق العامة، فهناك قنوات أخرى تنشر الرذيلة الفكرية وتبث دعاوى وفتاوى الفتنة والتكفير فى المجتمع ليل نهار ولا يقترب منها أحد ولم يتقدم أحد بدعاوى إغلاقها، وهذا ليس تحريضاً على إغلاق أى قناة، فنحن ضد الإغلاق وإنما مع ضرورة تطبيق القانون وتفعيله على كل من يهدد وحدة وسلامة المجتمع ضد أى خطر أخلاقى أو فكرى.
فالدعارة والرذيلة الفكرية لبعض القنوات الفضائية الدينية تتجاوز فى خطورتها تهمة نشر محتوى ردىء وتقديم راقصات شبه عاريات وإعلانات لمنشطات جنسية، لأنه فى النهاية محتوى مفهوم وأغراضه محددة ولا يتعامل معه الكثير من المشاهدين، أما فتاوى من نوعية «قتل المعارضين» و«إهدار دمهم» واعتبار المسيحيين «فئة ضالة» و«العلمانيين خونة» فهى نوع من الرقص الفاضح الأشد خطورة من راقصات الدرجة الثالثة فى قناة «التت» بل هى أشد من القتل أكبر الكبائر لأنها فتنة مسمومة تضرب فى كل اتجاه وتدعو إلى إباحة القتل والدم وتقسيم المجتمع إلى مسلمين ومسيحيين ودينيين وعلمانيين، وهو ما يستحق مجابهته ومواجهته من جميع سلطات الدولة.
الرقص ليس فقط بهز البطن والأرداف وإنما بنشر الجهل والتخلف وتغييب العقول وإصدار فتاوى القتل والتكفير والتحريض والفتنة الطائفية السخيفة والعبثية. وبالقياس قناة «التت» يتضاءل تأثيرها كثيراً أمام تأثير القنوات «التيييييييت» الأخرى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة