فى عام 2009 أعلنت مؤسسة إيه بى إيه دى EPAD عن تولى جان ساركوزى منصبا هاما فيها، ولمن لا يعرف ما هى إيه بى آيه دى فهى المؤسسة العامة لتنظيم الدفاع وهى وكالة شبه حكومية تدير القطاع المالى للدفاع فى الضواحى الغربية من باريس، ولمن لا يعرف من هو جون ساركوزى فهو شاب كان آنذاك عمره 23 عاما دارسا للقانون فى جامعة السوربون أهم وأرقى جامعات العالم خاصة فى دراسة القانون، وهو بالتأكيد كما ينم اسمه الأبن الأوسط للرئيس الفرنسى ساركوزى الذى كان يحكم فرنسا من قصر الإليزيه الشهير.. أى أن ابن الرئيس تم ترشيحه لوظيفة فى مؤسسة شبه حكومية فى فرنسا، وخلى بالك معايا هذا الرئيس رجل عربيد مزواج قصصه مع النساء تحوى كثير من الفضائح، وسيرته المهنية تشوبها لغط كبير من رشاوى انتخابية لمعاشرة امراة بلا زواج لحكايات عن فساد مالى وأخلاقى.. وخلى بالك معايا أن ابن الرئيس متخرج من أهم جامعة فى العالم للقانون وله تاريخ كشاب فى العمل العام والوظيفة فى مؤسسة شبه حكومية أى ليست تابعة بشكل كامل للدولة بل فيها جزء كبير تابع للقطاع الخاص.. غير أنه منذ نُشر الخبر انفجرت قنبلة فى المجتمع الفرنسى فخرجت سيجولين رويال زعيمة الحزب الاشتراكى المنافسة لساركوزى لتنتقد هذا التصرف من منافسها وتصرح "لو لم يكن هذا الشاب يحمل الاسم الذى يحمله فهل سيكون فى الموقع الذى يحتله؟".
ولم تكن المعارضة السياسة فقط هى صاحبة الاعتراض لأسباب تنافسية سياسية ولكن الشباب الفرنسى اعتبروا أن هذا تجاوز أخلاقى ورشوة مقنعة فتم إرسال 100,000 اعتراض لقصر الأليزيه، وأطلقت الصحافة استفتاء عاماً حول حق ساركوزى الصغير فى المنصب فخرجت النتيجة بأن 64% من الفرنسيين يرفضون تولى إبن الرئيس وظيفة فى القطاع شبه الحكومى، وكان ما أراد الشعب لم يحصل الشاب الصغير على الوظيفة رغم أنه مؤهل لها ولكن لمجرد أنه من الممكن أن يكون حصوله على الوظيفة فيه شبه مجاملة لم يحصل جون ساركوزى على الوظيفة.
إذاً فى بلاد الكفر والفُجر والتى كان يحكمها رئيس فاجر لا يرعى أخلاق ولا دين ولا حتى قيم تعارف عليها الحكام حتى بشكل ظاهرى أمام شعوبهم كأن تكون لهم عاشقات ولكن ليس بشكل معلن، حتى هذا الإجراء لم يكن من بين صفات الرئيس ساركوزى، ورغم كل هذا فإن الابن خسر الوظيفة.
فى بلاد الإسلام والتى يذهب رئيسها كل جمعة للصلاة ويخطب فى المصلين إماماً ويأم كل صلاة لأى مجتمعين به ويبدأ وينهى كل خطبه بأيات من القرآن الكريم الذى يحفظه عن ظهر قلب، فى هذه البلاد خرج علينا وزير الطيران المدنى، وهى وزارة تابعة للدولة بشكل كامل، ليحكى لنا حكاية قبل النوم بأن ابن الرئيس خريج كلية التجارة من جامعة ليست على خرائط التعليم فى العالم، كان فى زيارة لصديق صدفة فشاهد إعلان لوظيفة بسيطة فقرر أن يتقدم لها والتقى ببساطة بالوزير الذى تعجب كيف يقبل ابن الرئيس وظيفة بسيطة بمرتب هزيل كما قال هو على الهواء مباشرة، ولهذا فاز بالوظيفة!
ليت وزير الطيران لم يتحدث ويفتح فمه، فلو ظل الأمر مجرد توظيف ابن الرئيس فى وظيفة حكومية خبر بغض النظر عما يقال عن المرتب، لو ظل الأمر كذلك ربما كان أقل وقعاً مما حكاه الوزير.
سيادة الوزير أنت جاوزت بحكايتك الحقيقة والمنطق، حين قلت أولاً إن الإعلان عن طلب الوظائف كان داخليا مما يعنى إنه إعلان يخص عادة كما نعرف العاملين المؤقتين الذين يتقدموا لشغل الوظائف المعلنة، ثم هل من المنطقى أن أى متقدم لوظيفة يدخل للقاء الوزير يشاوره فى رغبته فى التقدم لها، ثم حتى لو افترضنا أن المرتب لهذه الوظيفة كما أعلنت 2000 جنيه وليس 38 ألفا كما تردد، فهل ألفى جنيه تمثل مبلغا زهيدا بالنسبة لشاب خريج كلية تجارة وهم بالملايين يقفون طوابير منذ سنيين فى عرض 200 وليس 2000 جنيه.. سيادة وزير الطيران المدنى ليتك صمت ولم تتكلم، ففى بلاد الكفر والفُجر من يكون مثلك لو قال ما صرحت به لكان كفيلاً بأن يودع منصبه لأنه لم يكتف بالتجاوز والمحاباة فى توظيف ابن مسئول، ولكنه أيضاً يتعامل مع الشعب باستخفاف ولا يقول الحق، وهى جريمة ثانية أكبر من الأولى فى نظر الكفرة الفجرة.
أما الرئيس المؤمن الذى تسبب ابنه فى كل هذا اللغط فلم يخرج علينا ولم تخرج مؤسسة الرئاسة القابع بها لتعلن أى شىء أو لتصرح بأى شىء، ولكن لهم عذرهم فالمتحدث الرسمى للرئاسة ياسر على تم نقله لرئاسة مجلس الوزراء على رأس مركز المعلومات واتخاذ القرار، كنوع من الإبعاد عن مؤسسة الرئاسة بشكل مباشرلأسباب ربما شخصية أو قانونية يعرفها الناس، لذا فالرئاسة والله معذورة فى متحدث فلا تتعجلوها فى التفسير أو التبرير أو الاعتذار الذى لن يأتى.
وبمناسبة ياسر على فإن فى بلاد الكفرة الفجرة، إذا انطلقت حول الشخصية العامة اللصيقة بالرئاسة أيه شائبة من أى نوع سواء شخصية أومهنية فلابتعاد تماما هو الحل الوحيد المقبول شعبياً وسياسياً، ولكن فى بلاد يحكمها رئيس مؤمن مصلى يتم إبعاد الشخص بمنحه مركزاً حلوا مترتبا على جنب ولا يهم إن كان ملائماً له أم لا المهم أنه يظل من المحيطين بالتورتة الشرعية للحاكم وهى أجهزة الدولة.
فى بلاد الكفر والفُجر المسئول يخطئ ولكن حين ينكشف خطأه أو تجاوزه يخجل ويعترف ويعتذر ويختفى طواعية أو كرهاً، لكن فى بلاد الإسلام التى يحكمها رئيس مؤمن مصلى حافظ للقرآن المسئول يخطئ وحين ينكشف يخزق عينيك كوزير الطيران أو ياسر على ولا يعتذر ولا يتوارى والأهم أنه أبدا لا يعترف.
إذاً اللهم ولى علينا الكفرة الفجرة لأنهم يتقون فينا الله حتى لو غصباً!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة