بدأت أمس فى تناول الكتاب الهام «الخروج من بوابات الجحيم - الجماعة الإسلامية فى مصر من العنف إلى المراجعات» للباحث ماهر فرغلى الذى قضى 13 عاما فى السجن بسبب انتمائه للجماعة، وأستكمل.
يشير الكتاب إلى مرحلة ما بعد اغتيال السادات فى أكتوبر عام 1981، التى حملت فيها الجماعة الإسلامية فكرا سلفيا متشددا، وأخذت كتب التراث كمعين واسع لفكرها بالإضافة إلى تنظيمها «الهيراركى»، الذى اعتمد المركزية فى إدارته، وبرزت بشكل خطير يهدد كل مشاريع الدعوة السلمية، وتبين فى أدبياتها أنها لا تحض سوى على القتال والمواجهة.
ينتقد «ماهر» هذه المرحلة بقوله: «كنا نبحث عن حيز للوجود وطريق للهوية، ولذا فإننا افتقدنا رؤية واضحة لمشروع متكامل لمراجعة الأفكار والتنبؤ بالمستقبل فوقفنا محلك سر، لا نتقدم خطوة إلى الأمام إلا لنتراجع خطوات، لأننا كنا أسرى لفكر غير ناضج ومكتمل يحتاج إلى مراجعة وتقويم، وهكذا مرت السنوات الطوال، وضاعت فرصة إجراء حوارات ومصالحات تاريخية لأننا لم نمتلك الشجاعة على الاعتراف بالخطأ، فإذا نظرنا إلى المناخ الذى كان يلفنا فى هذه اللحظات رأينا أزمة حادة فى الفكر والسياسة، لأننا كنا مأسورين لأبحاث الجماعة بسبب قلة علمنا، وكانت تمثل لنا هذه الأبحاث قيمة كبيرة حيث كنا نرى فيها أقوالا من التراث ومصادر ومراجع لم نكن نسمع عنها من قبل، وعلى الخصوص كتب ابن تيمية وابن القيم، ومن منا كان سيقرأ ابن تيمية أو يستطيع أن يدقق أو يراجع تلك الأقوال والأفكار التى يعتنقها ولم نكن نسمع عنها من قبل.
كان ابن تيمية وتلميذه ابن القيم يحتلان أهمية خاصة، وأصبحت شخصية ابن تيمية وسيد قطب محورا لجميع الأفكار، خصوصا فى اللقاءات وخطب الجمعة حول الانفصال عن الحضارة الغربية والنزعة الثورية وجاهلية المجتمع ومفهوم الحاكمية، كما كان كتاب «الفريضة الغائبة» لمحمد عبدالسلام فرج وكتابات سيد قطب هما الأساس للتبرير الفقهى لكل أعمال الجماعة.
كان كتاب «الفريضة الغائبة» هو الأيديولوجية الحقيقية للجماعة قبل أن تصبح لها أبحاث ومؤلفات، إلا أن «ماهر» يؤكد: «لم نر هذا الكتاب مطلقا ولكننا كنا نسمع أن عبدالسلام تكلم فيه عن مبدأ إغفال الجهاد بالرغم من أهميته القصوى وخطورته».
العظمى على مستقبل الأمة والدين، وإن مصر دار كفر استرشادا بفتوى لابن تيمية فى الفتاوى الكبيرة، ويدعو عبدالسلام إلى الخروج على الطائفة التى امتنعت عن الشريعة الإسلامية، والاستراتيجية تتحدد فى ذلك بمعيارين، هما تحديد العدو القريب والعدو البعيد وبأن القتال فرض، يقول فرج: «تحرير الأراضى المقدسة أمر شرعى واجب على كل مسلم، لكن قتال العدو القريب «الحكام المسلمين» أولى من قتال العدو البعيد».
على هذه الأسس الفكرية واصلت الجماعة الإسلامية عملها، وأصبح لها بحوثها ورسائلها الخاصة ومنها رسالة لـ«عصام دربالة»، تحرم المشاركة فى المجلس النيابية فهى «نوع من الشرك لأن حق التشريع لله وحده»، وعلى هذه الأسس يروى ماهر فرغلى حكايات وحكايات عن الدماء التى سالت..... يتبع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة