يقول الإخوان: هو أنت مش وراك غير الرئيس؟، نفسى مرة أقرالك مقال عن حاجة مفيدة؟.. فهل أفهم من تعليقات الإخوان هذه أن الرئيس «حاجة» مش مفيدة؟!!
للعلم عزيزى نصير الرئيس ومؤيده على طول الخط، أنا أيضا أريد أن أكتب عن أشياء أكثر إفادة.. صدقنى أنا أحاول الابتعاد كثيرا عن سيادة الرئيس، ولكن الرئيس - رئيسك الملهم المؤيد من الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه كما تعتقد - هو الذى يرفض أن يتركنا – نحن أصحاب الأحلام فى وطن أفضل – فى حالنا..
الرئيس هو الذى يفاجئنا بأخطائه، ويصدمنا بتصرفاته، ويزيد من أوجاع «المرارة» بقراراته، ويجبرنا على اللجوء إلى شيوخنا لنسألهم عن صدق الوارد فى كتب الفقه والحديث من تعاليم بعدم تكرار تناقض تصرفات الرئيس معها تحت شعار الدين واسم الدين..
صدقنى الرئيس هو الذى يجبرنا على الهرولة للكتابة حول أفعاله، ليس رغبة فى تصيد الأخطاء ولكن رغبة فى تصحيح المفاهيم والصور التى يشوهها، وكشفا للأكاذيب والأخطاء التى يتلوها ويقدمها للناس على أنها حقائق.
كيف تتخيل ياعزيزى نصير الرئيس ومؤيده أن تتجاهل «مرارة» كاتب – أى كاتب - بقرار مثل الذى أصدره مرسى بالأمس بخصوص تحديد موعد انتخابات مجلس النواب فى يومى الأحد 27 و28 إبريل على أن تجرى الإعادة فى 4 و5 مايو، دعك من الموقف السياسى والأمنى المتأزم وحالة التوهان المسيطرة على مجلس الشورى بخصوص قانون الانتخابات ومدى دستوريته وركز فى الكارثة الكبرى التى تقول بأن الأيام التى اختارها الدكتور مرسى تواكب احتفالات الإخوة المسيحيين بأعياد هامة مثل «أحد السعف» و«عيد القيامة»..
الرئيس الذى يردد دوما أنه رئيس لكل المصريين فى تكرار كان ينبغى أن يعلم الشطار كما يقول المثل الشعبى، ارتكب الخطيئة الكبرى فى حق الوطن وشعبه حينما تجاهل قطاعا كبيرا من الشعب وهو يدعو إلى حدث مهم بهذا الشكل. ما فعله الرئيس بتحديد الانتخابات فى أيام أعياد المسيحيين وإجازتهم أمر لا يمكن تبريره، ولا يمكن معه التماس الأعذار لأن كل عذر سيرد فى سياق الرد على تلك الجريمة سيكون أقبح من ذنب السيد الرئيس، لأن أمر اختيار موعد الانتخاب فى نفس توقيت الاحتفالات المسيحية إن لم يكن جزءا من مؤامرة إخوانية من أجل تفريغ الصندوق من الصوت القبطى المعروف بالضرورة أنه لن يكون للإخوان، فهو تعبير عن قناعة كامنة فى نفس الرئيس وعقيدته بأن المسيحيين فى مصر درجة ثانية لا يجب أن تحظى أعيادهم واحتفالاتهم باهتمام الدولة، وإن لم يكن القرار الرئاسى جزءا من هذا أو ذاك، وكان مجرد سهو رئاسى كما سيردد بعض قيادات الجماعة ومنظريها فتلك جريمة أكبر لأن مؤسسة الرئاسة التى لا تجيد اختيار مواعيد أحداث الدولة السياسية الهامة لا تستحق الاحترام، ولا تبعث فى قلبك الاطمئنان لأن الذى يفشل فى اتخاذ قرار سهل مثل قرار الدعوة لانتخابات برلمانية بكل تأكيد سيكون أضعف من أن يتخذ قرارات أخرى هامة.. ربما يكون منها الحرب!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة